أقام المكتب الثقافى المصرى بالكويت مؤخرا أمسية لمناقشة رواية الكاتب الكويتى إسماعيل فهد إسماعيل "الظهور الثانى لابن لعبون"، شارك فيها كل من الكاتبة السورية ابتسام التريسى، والكاتب المصرى إبراهيم فرغلى.
وقال الملحق الثقافى المصرى بالكويت الدكتور نبيل بهجت: "نحتفل باثنين من رموز الكتابة والإبداع فى الوطن العربى، هما إسماعيل فهد إسماعيل، الذى نبارك له حصوله على جائزة العويس مؤخرا، والشاعر ابن لعبون، فلولا هذا العمل لما عرفنا ابن لعبون كشاعر أثر فى محيطه، وامتد تأثيره بشكل دفع فهد إسماعيل لإعادته للحياة مرة أخرى".
وقالت ابتسام التريسى "ابن لعبون خارج النص الروائى، شاعر شعبى كرس وطور وجدد الشعر النبطى، بالإضافة للموسيقى والغناء، وتوفى وهو فى الثانية والأربعين ودفن فى الكويت، تاركا ثروة هائلة من الشعر والغناء، وأنواعا من الفنون سميت بـ(اللعبونيات)".
وتدور أحداث الرواية فى الزمن الذى قضاه ابن لعبون محاصرا فى مرقده حتى لحظة هدم المرقد، بضغط من المتشددين، وفرض ذلك تعدد مستويات السرد لتشمل ثلاثة أزمنة، الزمن الواقعى الذى شهد الأحداث، والزمن المتخيل الذى عاد فيه ابن لعبون للظهور، والزمن الروائى الذى اقتضته مساحة السرد، لكن البطولة التى تكاد تكون مطلقة فى هذه الرواية هى للمكان.
من جهته، قدم إبراهيم فرغلى قراءة للعمل عرف بأجوائه قائلا: "يعود الفهد فى هذا النص للكويت فى بدايات القرن الماضى، فى زمن حكم الشيخ مبارك الكبير (1840-1915)، ونفهم من النص أن الأحداث تجرى حوالى العام 1913، وهى فترة شهدت بدء إنشاء أول مشفى أمريكى فى الكويت آنذاك، عرف باسم الأمريكانى، وهو المبنى الذى لا يزال موجودا حتى اليوم، وتحول إلى مركز ثقافى ترعاه دار الآثار الإسلامية".
ويقوم البناء الفانتازى فى الرواية على استعادة شخصية الشاعر الشعبى الشهير فى المنطقة فى القرن التاسع عشر حمد بن محمد بن لعبون، الذى يعد واحدا من أبرز فرسان الشعر النبطى، وعرف خصوصا بشعر الغزل، وأسس ما عرف بين أشكال القصيدة باللعبونيات.
عبر يوميات جان دارك، الراوى البريطانى، رجل المخابرات، الذى ولد وعاش فى مسقط فى سلطنة عمان، ورحل بعد انتهاء تعليمه البريطانى فى مهمة للكويت، تتداعى أحداث النص.
وتحدث إسماعيل فهد إسماعيل عن خبرة كتابة الرواية، موضحا أنه كان قد عرض عليه قبل فترة كتابة سيناريو لفيلم تسجيلى عن بناء المستشفى الأمريكى فى الكويت، فقرأ مطولا فى تلك الفترة التاريخية، كما كان بصدد كتابة سيناريو مسلسل درامى عن ابن لعبون، جعله يقرأ الكثير من سيرة الشاعر الراحل، لكنه مشروع لم ير النور، وبعد سنوات اختمرت لديه فكرة الجمع بين هاتين الخبرتين فى هذا العمل.
وأوضح أنه استلهم التاريخ من أجل أن يتحدث عن جذور التطرف فى المنطقة، وأنه استخدم الخيال فى الشخصيات، رغم أن بعضها كانت شخصيات حقيقية مثل المندوب البريطانى والشاعر خالد الفرج والشاعر صقر الشبيب ويوسف القناعى وطبيبات المستشفى، لكنه لم يتعرض للمسار التاريخى فى الأحداث التاريخية المشهودة.
وأكد الفهد أنه أراد أيضا فى هذا النص أن يحتفى بالشعر، من خلال قصائد ابن لعبون، ومن خلال الإشارة إلى عدد من الشعراء فى الكويت، مشيرا إلى الطريقة التى مر بها الكثير من الأفكار والمضامين فى النص حتى لا تعترض عليه الرقابة لأن المهم بالنسبة إليه أن يصل النص للقارئ فى النهاية.