تمر اليوم الذكرى الـ302، على انعقاد أول محفل رسمى للماسونية فى لندن فى 24 يونيو 1717، والتى انطلقت على أنها منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق، والميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق (إله).
وتتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض الشديدين خاصةً فى شعائرها مما جعلها محط كثير من الأخبار حول حقيقة أهدافها، فى حين يقول الكثير من المحللين المتعمقين بها أنها تسعى للسيطرة على العالم والتحكم فيه وتوحيده ضمن أفكارها وأهدافها كما أنها تتهم بأنها "من محاربى الفكر الدينى" و"ناشرى الفكر العلمانى".
الكثير منا يسمع عن مصطلح "الماسونية"، والبعض يربطها بالصهيونية ودولة الكيان العبرى إسرائيل، وآخرون يربطونها بالفكر العلمانى والأفكار المختلفة مع الأديان الإبراهيمية الثلاثة، فهل هناك علاقة بين الماسونية والصهيونية العالمية.
وبحسب كتاب "اليهود و أرض كنعان" لـ تركي قاسم الزغبى، فإن الرأى السائد فى العالم، أن الماسونية بجميع محافلها تدار عن طريق التسلسل من قبل قيادة يهودية لا يدخلها غير اليهود وتقسم الماسونية إلى ثلاث فرق: الأولى هى الماسونية الرمزية العامة ذات الدرجة (33) وهى الشائعة فى كل الأقطار، ويدخلها جميع الناس على اختلاف أديانهم، ولها ثلاث درجات أعلاها الدرجة (33) ويسمى حاملها "أستاذا أعظم".
أما الثانية، فهى الملوكية "العقد الملوكية" وهى متتمة للفرقة الأولى ويقبل فيها، الأساتذة الأعاظم الحائزين على الدرجة "33"، ممن أدوا خدمات جلى لتحقيق أهداف الماسونية، ولا يجوز لهولاء أن يتعدوا المرتبة الأولى وهى مرتبة الرفيق إذا كانوا من غير اليهود، أما الثالثة، وهى الماسونية الكونية، وهى لا يعرف رئيسها ولا مقرها أحد، سوى أعضائها من رؤساء محافل "العقد الملوكى" وكلها يهود، ولها محفل واحد لا يتعدد، وهذه الفرقة تصدر تعليماتها إلى محافل العقد الملوكى، وعن طريق هولاء تصل الأوامر إلى المحافل الماسونية الرمزية.
ويرى الكاتب يوسف حسن المصرى، فى كتابه " منظمات العالم الخفي الماسونية"، أن الماسونية أداة صنعها اليهود من جملة موسساتهم كى تساهم فى إقامة مملكة إسرائيل المزعومة.
فيما يشير كتاب " الماسونية ذلك العالم المجهول دراسة في الأسرار التنظيمية لليهودية العالمية" لـ صابر طعيمة،إلى أن الحركة الماسونية، كانت ثمرة من ثمار عمل اليهودية العالمية طوال قرنين من الزمان على أيدى كبار رجال اليهود من أصحاب المال والفكر، وقد أمكن لهم تطوير منهج عمل القوة الخفية حيث أدركوا طبيعة المتغيرات المادية والاجتماعية التى عاشها العالم الأوروبى والأمريكى عقب عصور النهضة وتطور وسائل التجارة وامتداد العمران وظهور الأفكار القومية فقاموا بتأليف وتشكيل المؤسسات الماسونية الفرعية ذتات الأسلوب المتجدد والتى تقوم بالعمل التنظيمى وتجنيد العناصر البشرية المستهدفة لكى تقوم بدورها المنتظر فى خدمة الحركة الصهيونية.
وقد قامت هذه المؤسسات والمحافل بدورها المرسوم فى خدمة الأهداف الصهيونية تحت بريق الشعارات الزائفة التى اطلقتها الماسونية خير قيام، وقد اعترف "تيودور هرتزل" مؤسس الصهونية الحديثة بأن كلمات "حرية، مساواة، إخاء" من أنفع الأسلحة التى تعدها إسرائيل لهدم العالم.