المعروف أن رواية الوارث لـ الكاتب الفلسطينى خليل بيدس صدرت عام 1920 إلا أن الكاتب الروائى يحيى يخلف يؤكد فى ملتقى الرواية الفلسطينة، المقام حاليا، أنها صدرت بالتزامن مع أول رواية عربية، وهى رواية "زينب" للأديب المصرى محمد حسين هيكل فى أوائل القرن العشرين.
وقال يحيى يخلف إن رواية "الوارث" اتخذت من شخصيات يهودية وشخصية عربية مادة روائية، واتخذت من القاهرة مكانا لأحداثها، وأعادت تدوير شخصية "شيلوك" فى مسرحية "تاجر البندقية" لشكسبير بنسخة عربية.
وتتحدث الرواية عن صورة اليهود من خلال قصة حب بين شاب عربى وفتاة يهودية، كانت تعمل فى التمثيل، وتركته بعد أن حصلت منه على كل المال الذى تريد من خلال توريطه فى ديون كثيرة عبر شبكة من التجار اليهود، الذين كانون يأخذون الربا عن كل معاملة مالية، إضافة إلى تناولها الشأن السياسى من خلال الحديث عن الحرب العالمية.
هل الوارث أول رواية فلسطينية حقا؟
وحول كونها أول رواية فلسطينية فيه اختلاف، فحسبما ذكر ابراهيم عنقاوى، وهى التى صدرت اول مرة فى عام 1920، كتب على غلافها «الرواية الفلسطينية الأولى»، وهو ما أثار حفيظة عدد من الباحثين والكتاب الذين كتبوا مقالات فى مواقع إخبارية وغير إخبارية عدة من الأمر، كان من بينهم الكاتب والباحث سمير الحاج الذى نشر أن الحديث عن كون «الوارث» أول رواية فلسطينية ليس دقيقا لأن الباحثين فى الأدب العربى لم يتفقوا على هذا الاستنتاج، فعبد الرحمن ياغى يرى أن رواية «أم الحكيم» لمحمد بن الشيخ التميمي، المكتوبة فى القرن التاسع عشر، هى الأولى، بينما يرى حسين المناصرة أن رواية «الضحيّة» المنشورة العام 1912 باسم مستعار (ي) فى مجلة «النفائس» التى أسسها خليل بيدس هى الرواية الأولى.
من هو الكاتب خليل بيدس؟
ولد خليل بيدس فى مدينة الناصرة عام 1874، وكان كاتبا وأديبا ومترجما، حيث تميز بترجمته من الروسية إلى العربية، فضلا عن كونه واحدا من الأسماء اللامعة فى مجال القصة الفلسطينية.
وأسرته هى "الصباغ"، أما "بيدس" فانه لقب كنى به عمه يوسف بسبب مشابهته بالقوة والبأس لرجل قوى فى زمنه اسمه "بيدس"، ثم غلب اللقب على الأسرة كلها.
ينتمى خليل الى حمولة خليف، كبرى الحمائل النصراوية، وكان أبوه تاجر أقمشة، معروفا بتاريخه النضالى فى سبيل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وبسبب أنشطته ضد الانتداب البريطانى حكمت عليه سلطات الانتداب بالإعدام، وبسبب تدخل رجال الدين الارثوذوكس تم تخفيض الحكم الى 15 سنة سجن قضى منها أربعة اشهر فى سجن عكا، وأفرج عنه فى عهد هربرت صموئيل، ورفض العمل الذى عرض عليه فى وزارة المعارف.
فى التاسع من شهر فبراير من عام 1949 توفى خليل بيدس، تاركا وراءه أعمالا وأثار قلمية متعددة الجوانب والمجالات، خلدته واحدا من رواد النهضة الفكرية، الثقافية والأدبية فى فلسطين.