أكد الروائى الفلسطينى يحيى يخلف ريادة فلسطين فى مجال الرواية، حيث أن أول رواية فلسطينية، وهى رواية "الوارث" لخليل بيدس صدرت مع صدور أول رواية عربية، وهى رواية "زينب" للأديب المصرى محمد حسين هيكل فى أوائل القرن العشرين.
جاء ذلك خلال ندوة عقدت ضمن فعاليات ملتقى فلسطين الثانى للرواية العربية، حيث أشار يحيى يخلف الفائز بجائزة ملتقى القاهرة الدولى للرواية العربية فى دورته الأخيرة، أن رواية "الوارث" اتخذت من شخصيات يهودية وشخصية عربية مادة روائية، واتخذت من القاهرة مكانا لأحداثها، وأعادت تدوير شخصية "شيلوك" فى مسرحية "تاجر البندقية" لشكسبير بنسخة عربية.
وقال يحيى يخلف الذى سبق له أن تولى منصب وزير الثقافة فى حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية إنه نظرا إلى أن الفن الروائى العربى كان مستجدا، فقد صدرت الرواية الفلسطينية الثانية عام 1943 على يد الكاتب المقدسى اسحق موسى الحسينى بعنوان "مذكرات دجاجة"، عن دار المعارف بالقاهرة، وقدم لها طه حسين وأثنى عليها.
وأضاف: "سيمر زمن طويل قبل أن يظهر رائد الرواية الفسطينية غسان كنفانى ويدخل الرواية الفلسطينية بوابة الإبداع، وقبل أن يقدم جبرا إبراهيم جبرا رواياته التى توفرت بها عناصر فنيّة عالية، ومن بعده يظهر اميل حبيبى برائعته "الوقائع الغريبة فى حياة سعيد أبو النحس المتشائل".
وذكر أن ذلك تزامن مع ظهور قامات وتألقها فى مجالات الآداب والفنون فى داخل الأرض المحتلة وخارجها، ومنها محمود درويش، سميح القاسم، راشد حسين، توفيق زياد، توفيق فياض، محمد على طه، حنا أبو حنا، معين بسيسو، ادوارد سعيد، إبراهيم أبو لغد، أحمد دحبور، رشاد أبو شاور، أحمد حرب، أحمد رفيق عوض، حسن حميد، غريب عسقلاني، إبراهيم نصرالله، يحيى يخلف، ليانة بدر، ربعى المدهون، سحر خليفة، عزالدين المناصرة، مريد البرغوثي، إسماعيل شموط، والقائمة تطول.
وأوضح أن جيله أعاد تأسيس الرواية الفلسطينية، وطورها بحسب الناقد فيصل دراج، فملأت المشهد الثقافى العربى والإنساني، وبعدها ظهرت أجيال جديدة.
وشدد يخلف على أن الثقافة الفلسطينية بشكل عام والرواية الفلسطينية بشكل خاص منفتحة على التنوع الثقافي، وتفتح نوافذها على ثقافات العالم، وتدعم الثقافات المهددة، وقد وقعنا على بيان التنوع العالمى الذى صدر عن منظمة اليونسكو 2001 بل شاركنا فى صياغته وكنا وقتها نشارك بها كعضو مراقب.
واستطرد قائلا: لكننا لا نعتبر الآخر الإسرائيلى العنصرى المحتل لأرضنا، والذى صنع نكبتنا والمتنكر لحقوقنا وهويتنا والمعادى للسلام، والذى ينشر ثقافة الموت والتمييز العنصري، جزءا من ذلك التنوع الثقافي، ولا نعتبره جزءا من الأخلاقيات الثقافية العالمية.