تمر اليوم الذكرى الـ90، على انعقاد المؤتمر الصهيوني العالمى فى زيورخ السويسرية، وذلك يوم 28 يوليو 1929، واستمر حتى 11 أغسطس 1929، وكانت أبرز مقرراته دعوة اليهود للسيطرة على حائط البراق فى القدس وتعزيز نفوذ المستوطنين اليهود.
وحائط البراق هو الحائط الذي يحد الحرم القدسي من الجهة الغربية، أي يشكل قسمًا من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبًا، والمدرسة التنكزية شمالاً، طوله نحو 50م، وارتفاعه يقل عن 20م.
وجاءت مطالب اليهود بالسيطرة على الحائط التاريخى، بهدف إحياء هيكل سليمان الذى يزعم اليهود أنه كان موجود مكان المسجد الأقصى، حيث جاءوا بعد المؤتمر بأعداد كبيرة إلى الحائط وأحضروا المقاعد والمصابح، ليحولوا المكان إلى كنيس يهودى، فغضب المسلمين، وهو ما أثار الأحداث التى عرفت بثورة البراق، وذلك حسبما يذكر كتاب "رابطة الأدب الإسلامي العالمية: القضية الفلسطينية فى الشعر الإسلامى" للدكتورة حليمة بنت سويد.
ويفسر كتاب "العنصرية اليهودية وآثارها في المجتمع الإسلامي والموقف منها: الجزء الثالث" للدكتور أحمد بن عبد الله بن ابراهيم الزغيبى، أسباب تمسك اليهود بالسيطرة على الحائط، حيث يعتقدون أن الهيكل اليهودى والذى اندثر نهائيا لم يتبقى منه إلا سور باق من معبد "جوبيتر" الوثنى" وهو فى مكان السورى الخارجى الذى كان يحيط بمنطقة الهيكل، وهو الحائط الذى مازال قائم إلى اليوم باسم حائط البراق، حيث يعتقد المسلمون أيضا أن النبى محمد عرج إلى السماء من عليه، بينما يعرفه اليهود بحائط المبكى، لأن الصلوات اليهودية تأخذ شكل النواح والعويل عنده، حيث يدعون أن الحائط يشكل السور الخارجى لهيكلهم الذى يدعون ملكية موقعه، وذلك كون النبى داود عليه السلام، تملكه بالشراء، وبالتالى ينوون إقامة الهيكل للمرة الثانية.
ويرى كتاب "اليهود: من عهد داوود إلى دولة إسرائيل" تأليف علي محمد عبد الله، أن اليهود يتعبدون عند الحائط، حيث يؤمنون بانه كل ما تبقى ما المعبد القديم، ويشكل ثانى أقدس الأماكن فى اليهودية حاليا بعد قدس الأقداس "مكان المعبد" حيث تبنى جميع الكنس فى العالم ومحاربها بوجه القدس، حتى تنص التوراة الشفهية والشريعة اليهودية أن الصلاة يجب أن تتلى فى اتجاه القدس وهيكل حيرود.
ووفقًا لما جاء فى "مجلة الفيصل: العدد 61" بعنوان "حائط البراق الشريف" فإن أحجار هذا الحائط تعود إلى عصور مختلفة، فالأحجار المنحوتة فى أسفله تعود إلى زمن هيرودوس، ويعلوه أحجار غير منحوتة تعود إلى العصر الرومانى، والطبقات العلوية من الحجارة تعود إلى عام 1500 ميلادية حسب رأى أغلبية عملاء الآثار.