فى سنة 1845 ظهرت فى أيرلندا كارثة كبرى تملت فى مجاعة شهيرة عُرفت تاريخيًا باسم مجاعة أيرلندا الكبرى، أو مجاعة البطاطس، وقعت بعدما فسد محصول البطاطس تماما وصار شبح الجوع متربصا بالجميع.
يختلف المؤرخون لهذه المرحلة عن السبب الأهم وراء هذه المجاعة الكبرى فبريطانيا احتلت البلاد فى عام 1801م وتمارس التمييز والتفرقة العنصرية والدينية، بين سكان أيرلندا المحليين إضافة إلى استيلائها على الأراضى الزراعية فى الوقت نفسه الذى يواصلون فيه فرض الضرائب، كما مارست اضطهادا دينيا ضد الكاثوليكيين حيث تم منعهم من تملّك الأراضى الزراعية ومن حقوق الانتخاب والتعليم ودخول البرلمان الأيرلندى حينذاك.
وفى عام 1845م أصابت آفة درنية محصول البطاطس وتم تدمير المحصول تمامًا، واستمر ذلك 6 سنوات، وقد تعمدت بريطانيا عدم التدخل للمساعدة فمات حوالى مليون شخص من عامة الشعب الأيرلندى.
بسبب هذه الأزمة حاول كثيرون الهجرة و الفرار لكن كثيرا من قوافل الفارين من جحيم المجاعة تعرضوا للموت غرقًا، وقد ترك البلاد نحو مليون ونصف إنسان.
كان العالم وعلى رأسه بريطانيا يشاهدون ما يحدث فى صمت، فقط السلطان العثمانى عبد المجيد الأول هو الذى فكر فى المساعدة وتبرع بنحو عشرة آلاف جنيهًا استرلينيًا وأرسل معها ثلاثة سفن محملة بالأغذية والطعام للشعب الأيرلندى، وقد حاول البريطانيون منع تلك السفن من دخول الموانئ.