بعد 8 سنوات من الحرب فى سوريا يمكن القول إن ما يحدث هناك واحد من أكثر الأشياء تدميرا فى العصر الحديث، فالحرب التى اندلعت فى بدايات 2012 راح ضحيتها مئات الآلاف من الأشخاص بين القتل والتشريد وألحقت أضرار بالبنية الأساسية تقدر بـ بمليارات الدولارات، وشغل هذا الحدث طوال سنوات الاشتعال وسائل الإعلام العربية والغربية، كما شغلت الكتاب والمفكرين وهذا ما نجده فى كتاب "مكتبة سوريا السرية"، للكاتب مايك طومسون مراسل الـ بى بي سى، والذى يدور حول مدينة "داريا السورية" التى تعرضت لقصف متواصل من قبل جيش بشار الأسد، حسبنا ذكر موقع "ديل ميل البريطاني".
يقول الكتاب إن معظم سكان مدينة داريا غادروها، لكن بضعة آلاف من الناس تمسكوا بالمكان ورفضوا الخروج رغم أن المدينة تعرضت للحصار سنوات قبل أن تسيطر عليها قوات الجيش.
يعترف "طومسون" أنه لم يتمكن من الذهاب إلى قلب المدينة بسبب وجود القناصة وبسبب نقص الطعام والإمدادات الطبية وانقطاع التيار الكهربائى ونقص المياه العذبة منذ زمن طويل، ومع ذلك تحدث عن كيف استطاع السكان التواصل بالطرق البدائية مع العالم الخارجى.
ورغم هذه العزلة طاف "طومسون" فى الأنحاء وتجول فى منازل مهجورة على أطراف المدينة، وأشاد بالسكان الذين قاموا، رغم ظروفهم، بإنقاذ أكبر عدد ممكن من الكتب، وأنشأوا منها مكتبة سرية فى قبو مبنى مدمر، متحدين القناصة المنتشرين فى كل مكان.
ويقول الكتاب أصبحت المكتبة السرية ملاذاً للحياة الطبيعية وسببا فى الشعور بالحيوية مرة أخرى، وقد ترأس المكتبة شاب يبلغ من العمر 14 عامًا أطلق على نفسه منصب أمين المكتبة ونادراً ما يغادر المبنى، ورصد الكتاب العديد من الصور الفوتوغرافية لأشخاص يجلسون على أرائك، ويقرأون بهدوء عوالم تفوق بكثير عالمهم.
ورصد الكتاب أيضا مجموعة من المواقف الحياتية للناس هناك تعكس قدرتهم على التعامل مع الظروف، منها أن رجلا حصل على كمية صغيرة من لحم الغنم، فدعا بعض الأصدقاء حوله لمشاركتا طهوها ببطء وتذوق الرائحة الرائعة قبل الطعم.