تمر اليوم الذكرى الـ1257، على تأسيس مدينة بغداد، إذ كلف الخليفة العباسى المنصور ببناء المدينة، وكان البناء تحت إشراف البرامكة، وذلك لتكون عاصمة للإمبراطورية الإسلامية تحت حكم العباسيين.
وبحسب كتاب "آفاق الحضارة العربية الإسلامية" للدكتور فاضل محمد الحسينى، أن الدوافع التى جعلت الخليفة أبو جعفر المنصور يختار بغداد لتأسيس عاصمة دولته بها، تختلف عن الأسباب التى دفعت المسلمين إلى بناء وتأسيس المدن الإسلامية الأخرى، والتى كانت بناء على دوافع عسكرية من الدرجة الأولى، فضلا عن أن بغداد تم تأسيسها فى وقت متقدم على الفتوحات الإسلامية فجاءت الدوافع السياسية على رأس الأسباب لنشوء بغداد، إذ كان العباسيون قد أعلنوا أول الأمر فى الكوفة مع العلويين ضد الأمويين، ثم اختاروا مدينة الهاشمية قرب الكوفة عاصمة لهم تعبيرا عن تحالف الهاشميين مع العباسيين والعلويين، ولكن سرعان ما داب الخلاف بين الطرفين، وتمسك العباسيون بالانفراد بالسلطة ومطاردة العلويين، وبلغ حد الصراع ذروته عند مجيء أبو جعفر المنصور، فأثر على الابتعاد عم المواطن الفوضى، ففكر فى اختيار آمن ليكون مركزا للخلافة فوقع اختياره على بغداد.
وتقع مدينة بغداد فى السابق وسط العراق، وقد كانت فى السابق عبارة عن قرية صغيرة بها سوق تجارية منذ الفترة الساسانية، ويذكر أن هذا السوق كانت مشهورة لدرجة أن تجار الصين اعتادوا قصدها حاملين معهم البضائع الصينية ليجنوا من بيعها ربحا كبيرا.
ووفقا للكتاب سالف الذكر أيضا، فإن التفسيرات لأصل كلمة بغداد، اختلف عليها المؤرخون، فالدكتور مصطفى جواد فى كتابه "دليل بغداد" يذكر أن أصل التسمية للمدينة ربما يعود إلى البابلية وهى "بعل جاد" بمعنى معسكر الآلهة "بعل" بينما يرى البعض الآخر بأن كلمة بغداد يرجع أصلها إلى اللغة الكلدانية وهى مأخوذة من كلمة "بلداد" وهو اسم آلهة كلدانية، ومنهم من زعم أن أصل الكلمة فارسى يقصد بها "بغ داد" أى بستان الرجل.
ومن المفيد بحسب الدكتور فاضل محمد الحسينى، أن الخليفة المنصور، مؤسس مدينة بغداد كان لا يحبذ إطلاق اسم بغداد على المدينة بسبب تفسيرات البعض لها على أنها مدينة الصنم أو عطية الشيطان، لذلك أطلق عليها مدينة السلام لأن السلام هو الله فتكون بذلك مدينة الله وقد وجدت تسميته أى مدينة السلام على العملة العباسية.