تمر اليوم الذكرى الـ170، على رحيل محمد على باشا، مؤسس مصر الحديثة، ومؤسس حكم الأسرة العلوية فى مصر، والذى استمر نحو 150 عاما، حتى نهاية حكم الملك فاروق الأول، إذ رحل فى 2 أغسطس عام 1848م.
وتناولت العديد من الكتب والدراسات الأيام الأخيرة للوالى العثمانى، وإذا ما كان أصيب بنوبات من الخرف قبل وفاته، أم لا.
وبحسب كتاب " لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث 1-8 ج2" للدكتور على الوردى، فأنه مع حلول عام 1844م، بلغ محمد على باشا الرابعة والسبعين، وقد بدأت بوادر الخرف أو الاختلال العقلى تظهر عليه، وفى منتصف عام 1848، اشتد المرض عليه، فتولى ابنه إبراهيم باشا الحكم، لكنه لم يستقر طويلا، إذ كان مصابا بمرض فى بدنه فمات فى 10 نوفمبر من العام نفسه، فتولى الحكم مكانه ابن اخيه عباس، وفى 2 أغسطس من العام التالى مات محمد على باشا.
ويذكر الأديب والمؤرخ الكبير جورجى زيدان فى كتابه " تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)" أنه مع منتصف عام 1848، توعك محمد على باشا، وازدادت فيه ظواهر الخرف، فلم يعد يقدر على أمور الحكم، فتولى إبراهيم باشا مقاليد البلاد، وبعد رحيل إبراهيم باشا، كان محمد على فى الإسكندرية حيث يقيم فى قصر رأس التين، وقد أخذ منه الضعف مأخذا عظيما وما زال يهزل جسدا وعقلا إلى أن توفى 2 أغسطس من عام 1849.
فيما لم يذكر المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى عن مرض محمد على باشا، سوى انه كان مصابا بالعضال "مرض مزمن"، حتى توفى فى 13 رمضان 1265هـ، الموافق 2 أغسطس 1849م.
لما أشار الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، فى كتابه "الأزهـــر..الشيخ والمشيخة" إلى أن إبراهيم باشا حين سافر إلى الآستانة من أجل الحصول على فرمان حكم البلاد خلفا لأبيه محمد على الذى كان أصيب حينها بالزهايمر، وهو ما يذكره أيضا المؤلف مدحت عبد الرازق فى كتابه " نأسف للإزعاج: وقائع تاريخية وأحوال سياسية" حيث يزعم أن كل من نابليون ومحمد على، كلاهما أصيب بالخرف فى أخريات أيامه، والأصح أنه مرض الزهايمر الذى أصاب العديد من العباقرة وشديدى الذكاء فى الكبر.