"ثمة تهمة جاهزة دائمًا غداة كل حراك سياسى توجه خاصة الى المثقف الذى يرمى بالتقاعس والتخاذل عن الاضطلاع بدوره الاجتماعي، التنويرى الريادى والقيادي… وصلت اللائمة حد إدانة المثقف بالخيانة العظمى وكأنه المسؤول وحده عن أهوال الناس وحوادث الطبيعة البشرية، إن المثقف العضوى الملتزم هو الذى جر على نفسه الذل وعلى الآخرين معه، إذ قبل أن يزيد الشحمة فى المعلوف وأن يتخلى بمحض إرادته أو بلادته للسياسى عن دوره الطليعى وقراره المصيري، ورضى أن يكون ظلا له".
من الكتب الصادرة حديثًا عن المركز الثقافى للكتاب فى الدار البيضاء كتاب "متى نخرج من مقدمة ابن خلدون؟" للشاعر والمترجم المغربى إدريس المليانى.
ويقدم الكاتب رؤية تنويرية فى قراءة الواقع العربى السياسى والثقافى المتكلس، ويرى أن هناك انتهازية فكرية رجعت بالفكر إلى الوراء، وألحقت الأذى بالمشهد السياسى والعلاقات الثقافية.
ومن هنا يعد الكتاب وقفة تأمل لمسارات فكرية انساقت مع مقولات لم يتم فحصها كما ينبغى، وسادت التبعية الإنشائية الجامدة لعدد من المفكرين والكتاب، فى سياق ترد عام أصاب الأمة.