أعلنت سلطات باريس، بدء العودة للعمل تدريجيا في ترميم كاتدرائية "نوتردام" في باريس مع تدابير أمنية إضافية احترازية لحماية العاملين من التعرض لعنصر الرصاص السام الناجم عن الحريق في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وذلك بعد توقف أعمال البناء بسبب سوء الأحوال الجوية.
وجاءت عودة العمل بعد أيام من التقارير الفرنسية، التى أشارت إلى تلوث الهواء بمواد الرصاص في المنطقة الواقعة حول كنيسة نوتردام بباريس فى أعقاب الحريق الكبير التى التهم الكاتدرائية التاريخية منذ 3 أشهر.
وحسبما جاء فى صحيفة " او باريزيان" الفرنسية، أنه منذ منتصف يوليو، أعلن عمدة باريس سلسلة من التدابير حيث أغلقت المجموعة المدرسية الواقعة في شارع سان بينويت، بسبب ارتفاع نسبة الرصاص، وخلال اليومين الماضيين، قررت المحافظة الإقليمية تأجيل إعادة فتح موقع المبنى حتى الأسبوع الذي يبدأ في 12 أغسطس من أجل تعزيز سلامة العمال الذين يعملون في الموقع.
لكن في حين أن جمعية (روبن هود) تزعم أن المسئولين فى باريس "يعرضون عمداً" للخطر من خلال عدم عمل ما يكفى لحماية الجمهور من التلوث الناجم عن الحريق فى أبريل، الذى دمر مستدقة مغطاة بالرصاص فى الكاتدرائية والكثير من سقف مبنى العصور الوسطى، أعلن صباح هذا الاثنين، مجموعة من النقابات والجمعيات اعتزمها الدعوة إلى ما اسمته وقف "انتشار التلوث السام".
وأوضح رئيس مديرية "إل دو فرانس" ميشال كادو أن تقرير "مفتشية العمل" أظهر أن قواعد التأمين والسلامة المهنية للعمال لم تكن "كافية" ولا يمكن الاستمرار في تطبيقها وتحتاج إلى مراجعة.
وخلص تقرير مفتشية العمل بشأن الكاتدرائية أيضاً إلى أن التعرض المزمن لمستويات عالية من الرصاص بالاستنشاق أو الابتلاع يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، واضطراب أداء الكلى، وآفات في الجهاز العصبي وتشوه الأجنة.
ووفقاً للمحطة الفرنسية سيعود نحو 30 إلى 40 عاملا في موقع البناء بالكاتدرائية لاستئناف أعمالهم، بعد التأكد من سلامتهم وأمنهم وعدم تعرضهم للتلوث.