هو حد آباء القصة القصيرة الحديثة، والذى يلقبه البعض بـ تشيخوف فرنسا، والرسام الأكبر للعبوس البشرى، وكان يحب الترف يأبى ضياع ماله فى سبيل ملذاته وغرامياته النسائية المتعددة، هكذا كان الأديب الفرنسى الشهير جى دو موباسان.
وتمر اليوم الذكرى 169، على ميلاد الكاتب الفرنسي الشهير جي دو موباسان (1850- 1893)، هو كاتب وروائى فرنسى وأحد آباء القصة القصيرة الحديثة. وكان عضوا في ندوة إميل زولا.
ترك الراحل قبل وفاته مجموعة قصصية وست روايات وثلاث مجلدات من حكايا الرحلات ومئات الأخبار، وذلك خلال اثني عشر عاما فقط، ورحل فى شبابه، بعدما أصابته نزواته الغرامية بالمرض ويموت بسببها.
يصف الكاتب شريف عبد المجيد فى كتابه "فرق توقيت" الأديب الراحل قائلا: موباسان ذلك العبقرى الذى يعبد النساء، ولا يكف أبدا عن النوم معهن حتى أصابه ذلك الداء الذى أودى بحياته عن عمر ثلاث وأربعين عاما، ليحقق ما يصبو إليه كل فنان بالتوحد مع موضوعه الفنى، فقد تنبأ بموته فى مجموعته القصصية التى جاءت بعنوان "المجنون" ووصف فيها كل مراحل الإصابة بمرض الزهرى من هلاوس وارتياب".
ويذكر كتاب "ربيع الحياة" للكاتب يوسف هيكل، أنه بالرغم من أن موباسان كان رياضى الشكل، وقوى الجسم والعقل فقد كان مصابا بمرض سرى، وكان يعرف بأنه فى طريقه إلى الجنون، وكان مرض اعصابه الناجم عن مرض الزهرى الذى كان موضوع بعض قصصه الأخيرة، وظهرت الأزمة المرضية عليه سنة 1891 حيث حاول الانتحار عدة مرات فوضعه أهله فى مستشفى للأمراض العصبية، فانتهت هناك حياته.
وبحسب دراسة للكاتب العراقى جودت هوشيار، نشرت بعنوان "موباسان بين تورغينيف وتولستوى" فى مجلة الحوار المتمدن، أن موباسان الذى أبهر العالم بالكف عن غباء البشر وخداعهم، وصور عبر هجومه اللاذع صور النفاق الاجتماعى، ورجال الدين المتاجرين.
ولفت الكاتب العراقى إلي أن رغم مجد الأديب الراحل الأدبي وحصوله علي المال الوفير، وامتلاك أربعة قصور ويخت فاخر، إلا أن نمط الحياة الجامح الذى عاشه سرعان ما قوض صحته، وأدى إلى إصابته بمرض الزهرى الذى لم يكن له أى علاج فى ذلك الوقت، ورغم أنه قاوم المرض بكل قواه، إلا أنه نال منه واعتزل الناس على ظهر يخته الخاص وقام برحلات بحرية الى كل من كورسيكا وانجلترا وايطاليا والجزائر وتونس.