من الكتب المهمة التى تحتاج التوقف عندها كتاب "السلفية الجهادية" لـ أكرم حجازى، والصادر عن دار مدارات للنشر والتوزيع.
يقول الكتاب، يرى إدوارد سعيد إن "العالم الإسلامى أصبح مستهلكًا للأخبار بعد غمره بالعروض الترفيهية الأمريكية. وأن المسلمين - ربما للمرة الأولى فى التاريخ- أصبحوا يعلمون عن ذواتهم ويتعرفون عليها عبر صور وتواريخ ومعلومات مصنعة فى الغرب"، لهذا كان الهدف من نشر كتاب "دراسات فى السلفية الجهادية" إعادة التوازن إلى كفتى الميزان".
الفصل الأول من الكتاب والذى يتحدث عن المشروع الجهادى للسلفية الجهادية ويركز فيه على مرحلة العراق ما بعد الغزو، وهذا مما يجعل الأطروحة نفسها تشكل حالة خاصة لا عامة من تحليل المشروع الجهادى إذ أن بداية السلفية الجهادية ومشروعها يجب أن نحلله ابتداء من مرحلة أكثر قدماً أن أردنا أن نقدم تحليلاً عاماً.
ويقول الناقد محمد إبراهيم، كذلك فإن الشىء الآخر الذى أضعف أطروحة الكتاب فى هذا الفصل هو زعمه بأن التيار السلفى الجهادى هو التيار الوحيد من التيارات الإسلامية الكبرى التى نشأت بعد سقوط الخلافة أما الرد عليه فبسيط. التيار السلفى الجهادى ليس التيار السياسى الوحيد أن صح التوصيف الذى ظهر بعد ظهور ما يسمى بالخلافة العثمانية (دولة الاستبداد العثمانية بمعنى آخر) بل إن جماعة الإخوان المسلمين وهى كبرى تيارات الإسلام السياسى قد أنشأها حسن البنا كما ذكر هو بنفسه كرد فعل على تدهور أحوال المسلمين وتفرقهم بعد سقوط الخلافة.
أما فى الفصل الثانى من الكتاب تحت عنوان "رحلة فى صميم عقل السلفية الجهادية" ففيها كانت الأطروحة تدور حول بضعة أفكار كان أهمها هو مناقشة الاستراتيجية العامة التى أبداها تنظيم القاعدة باعتباره نموذجاً للسلفية الجهادية وفى التحليل يتضمن الفصل مناقشة حول تطور استراتيجية القاعدة منذ نشأتها وحتى العام 2008.
ويركز الكاتب على مسألة فلسطين فى عقل القاعدة وليجيب عن هذا التساؤل فقد أفرد أكثر من نصف الفصل ليتحدث عنه ولكنه لم يفعل شىء سوى بأن يلف ويدور حول بعض النقاط وكانت إحدى التبريرات حول عدم وجود عمليات مباشرة للقاعدة هو طرحه لفكرة ماذا ستفعل القاعدة فى اسرائيل أكثر مما فعلته حماس والجهاد الإسلامي.