صدر عن المتوسط رواية بعنوان "بلاد القائد" للروائى اليمنى على المقرى، وهى رواية سياسية تحاول إعادة صياغة تاريخ الطاغية روائيا.
وتحكى الرواية قصة بلد عربى "عراسوبيا" وهى دولة عربية كنائية قبل أن تطمس هويتها وتتحول بمن فيها من حجر وبشر إلى حمل اسم بلاد القائد المبجل!!
وبحسب ناشر الرواية: فى لغة سردية تعتمد المفارقة والسخرية المرة، والتهكم والجرأة فى الكتابة والتناول، وكما اعتدنا، يمضى بنا الروائى على المقرى هذه المرة فى اكتشاف عالم الدكتاتور الطاغية وجنونه، وتفاصيل محيطه الخاص من حاشية وأبناء، ومنافقين وضحايا، وكل ما يكتنزه مروى قصة الطاغية، غير أن عبقرية الكاتب على المقري، الكامنة فى اللغة السردية وإعادة بناء التفاصيل والأحداث فى حبكة سردية مشوقة تجعلنا ندلف إلى ما نعلم تفاصيله بعين أخرى لا تمل من لذة الدهشة والمتعة والاكتشاف.
وفى خط سردى آخر تتناول "بلاد القائد" ورطة كاتب روائى مشهور، دفعته ظروفه المادية الصعبة ومرض زوجته إلى أن يجد نفسه فى "بلد القائد" فى لجنة أُوكل إليها أن تكتب سيرته التى تمجد مآثره وبطولاته إلى أقصى درجات التبجيل والتأليه الذى يلبى جنونه، إلى تصور درجة الاكتمال الذى يأتى بعده الزوال بحسب لغة الرواية، فيسقط الزعيم القائد سقوطًا تراجيديًا مدويا، وينفرط عقد النظام والحاشية، وعقد لجنة كتابة السيرة، وكل شيء يغدو إلى انفراط طاغٍ ومجنون، بما فى ذلك الثائرون على القائد "وكأن الكل صار ضد الكل، يصرخون بلا معنى، إذ بدت الثورة وكأنها تعنى التقارب مع الموت أكثر مما تعنى الاقتراب من الحياة".
تغدو الرواية التى بين أيدينا وكأنها أحد فصول السيرة غير المكتملة، أو فصل/ فص "المبجل" الذى يتوسط مخطط فصوص السيرة المكونة من مائة وواحد من الفصول التى تحمل صفات تمجيد القائد، الفصل الذى أراده الراوى واسطة عقد سيرة القائد، لكنه يعيد عنوانه بعد سقوط القائد إلى "القذى" أشد أنواع الأوساخ كراهة، ليتحول ما بعده إلى سيرة مفتوحة على الكتابة نحو النقيض من الصفات والأسماء التى ادعاها القائد الزعيم.