تمر اليوم الذكرى الـ64، على رحيل الأديب الألمانى الشهير توماس مان، الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1929، إذ رحل فى 12 أغسطس من عام 1955، عن ناهز حينها 80 عاما.
هو أديب ألمانى ولد فى 6 يونيو 1875 فى زيورخ، حصل على جائزة نوبل فى الأدب لسنة 1929م، له العديد من الروايات الشهيرة، مثل موت في البندقية، والتي قام لوتشانو فيسكونتي سنة 1971 بتحويلها لفيلم حمل نفس الاسم.
عرف الأديب الراحل بميوله للنظام الشيوعى، ورغم دعمه للراديكالية القومية بداية القرن العشرين، وأثناء الحرب العالمية الأولى، إلا أنه تراجع عنها من مجىء الزعيم النازى هتلر، ووجد أن نظامه خطر على الديمقراطية، بالإضافة إلى كونه أدرك أن الأدب نوع من فنون الزهد فى الدنيا.
وبحسب ما ذكرته مجلة الفيصل فى عددها رقم 231، الصادر فى فبراير عام 1996، أن هجومه على نظام الفاشية النازى فى بلاده أدى إلى نفيه إلى سويسرا عام 1933م، لكن ربما هذا لم يكن كافيا لدى نظام هتلر الذى سحب الجنسية من توماس عام 1936.
وبحسب مقدمة المترجم على عبد الأمير صالح لرواية توماس مان "الجبل السحرى" فأن توماس مان، عندما غادر بلاده بعد سيطرة النازية على سدة الحكم فى ألمانيا، عاش 5 سنوات فى سويسرا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، ثم عاد إلى أوروبا عام 1952، وعاش فى سويسرا، ولكنه لم ينقطع عن زيارة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وربما ميول الكاتب الشيوعية لم تسبب له أزمة مع نظام هتلر فقط، بل أن حياته فى أمريكا سببت له بعض المخاطر والمتاعب، فبحسب مجلة الفيصل فى عددها رقم 283، الصادر فى مايو 2000، أظهرت بعض الوثائق الرسمية أن التحقيقات الفيدرالية الأمريكية كانت تتجسس على الكاتب الألمانى توماس مان، على مدى 20 عاما حتى وفاته عام 1955، بسبب ميوله الشيوعية.
ورغم حصول "مان" على الجنسية الأمريكية فى وقت لاحق من هجرته إلى أمريكا، لكن هذا لم يمنع مكتب التحقيقات الفيدرالية من مراقبته والتجسس عليه، وذلك بسبب انخراط الأديب الألمانى فى قضايا شيوعية وقربه من شخصيات شيوعية فى الفترة من 1927 إلى 1945، كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالى نشر مئات الوثائق التى تفصل نشاط الكاتب وتنقلاته، فضلا عن مواقفه العلنية فى الصحف.