صدر حديثًا عن دار غراب للنشر والتوزيع رواية جديدة تحت عنوان "أسيرة العشق" للكاتب والإعلامى رضا سليمان.
ويقول الكاتب أن الرواية ترفع شعار عودة إلى الرومانسية هدف يرتجى تحقيقه وتركز على المشاعر العميقة التى ترتقى بالنفس وتسمو بالمشاعر خاصة مع تزايد موجة أدب الرعب والإثارة التى تحتوى على الكثير من العنف والقتل والدماء، وهو ما ينعكس بصورة سلبية على الواقع الاجتماعى المعاش، كما أن الرواية توجه إلى جيل الشباب صاحب المشاعر المتأججة والنقية فى ذات الوقت.
تأتى رواية أسيرة العشق للروائى والإعلامى رضا سليمان بعد روايات: "عمدة عزبة المغفلين، مطلب كفر الغلابة، ماريونت، وحى العشق، ظلال الموتى، شبه عارية، ماقبل اليوم الأخير، المدنس".
رضا سليمان كاتب مصرى، ولد عام 1972م حصل على ليسانس الآداب قسم الإعلام جامعة الزقازيق، يعمل حاليًا مخرجًا بالإذاعة المصرية شبكة البرنامج العام، له العديد من المسلسلات والبرامج الدرامية الإذاعية تأليفًا وإخراجًا أشهرها أوراق البردى، قطوف الأدب من كلام العرب، همسة عتاب، محاضر مادة فن الكتابة و الإخراج الإذاعى بكليات وأقسام الإعلام، حصل على العديد من الجوائز الأدبية والفنية منها جائزة كتاب اليوم الأدبى، جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة، جائزة زايد الذهبية للإبداع، جائزة الإبداع الذهبية فى مهرجان تونس للإعلام العربى، جائزة الإذاعيون يبدعون.
وقد جاء فى أجواء الرواية:
والتقينا..
صباح مشرق تلمع أشعة شمسه على قطرات ندى ما تزال معلقة على أطراف وريقات الشجر، تتردد صدى أنغام طيوره بين قلوب العاشقين، تمس نسماته وجنات المحبين لِتُغلف خجلًا عذريًّا فتزيدها توردًا، صباح يشهد نزول كل آلهة الحب عن عروشها لرؤيتنا نلتقي.
التقينا..
وكل أرواح عشاق الكون قد أتت لتشهد عناق روحينا، التقينا وكل طيور المحبة تشدو.. التقينا بنظرات تتسع لآهات العالم.. بشوق يتحمل ظلم الكون الذي يرفض عشقنا..
التقينا..
وتصافحنا بأيدٍ مثل الجمرات، تُلهب بلا ألم، أيدٍ تنتفض باحثة عن مأوى، تصافحنا لنرسل ونتلقى عبارات لم ولن تفلح معها لغات العالم.
التقينا..
وجلسنا فوق مقاعد ترسل إلى جسدينا سعادتها بأنها الوحيدة من بين مقاعد الكون سوف تشهد الاعتراف الأول بيننا، مقعدان كأنهما صُنعا من أجل هذا اليوم، يبدو أن من صنعهما كان عاشقًا وقرأ عليهما تعويذة عشقه متمنيًا أن يستقبل صُنع يديه عاشقين مثلنا.
وكأن عامل الكافتيريا كان يشعر بنبض قلبينا فأتى بهذين المقعدين إلى هذا المكان القصي بين شجرتين متجاورتين تتعانق أغصانهما لتهمس بأناشيد العشق.
التقينا..
تأتينا نغمات ملائكية عبر همسات صاحبة الصوت الشجي تشدو "و التقينا".. وكأني في حلم أستدعي ما أرغب فيأتي في لمح البصر، أمتلك سر الكون فيستجيب لي صاغرًا، تُسكب الألحان والكلمات إلى روحينا، ننتشى شوقًا وألمًا، ننهل من شهد الكون أنهارًا من عشق مصفًّى.
التقينا..
ولم أتكلم.. وكيف أتكلم.. ولماذا أتكلم بعدما امتلكتُ الكون؟! الصمت أبلغ من لغات العالم.. تعود روحي هادئة، يستقر قلبي مستشعرًا راحة بعد عذاب، ترتخي أعصابي في خدرٍ لذيذ، أملأ صدري بهواءٍ مشبع بعبق المستقر أمامي يتأملني.
هناك.. هناك على أطراف لهيب عشق اللقاء استيقظنا فوجدنا أنفسنا على الأرض بين البشر، صحونا على عامل الكافتيريا يأتينا بما طلبناه منه، فيما يبدو، منذ لحظات.