أثارت صور متداولة لأعمال ترميم قصر البارون، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث أثير أنه تم تغيير الألوان الأصلية وتغيير فى الصبغة الأثرية للقصر الأثرى.
وقصر البارون إمبان هو قصر تاريخي مستوحى من العمارة الهندية شيده المليونير البلجيكي البارون ادوارد إمبان (20 سبتمبر 1852 - 22 يوليو 1929)، والذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس.
وتضع الوزارة اللمسات الأخيرة على قصر البارون تمهيداً لافتتاحه أمام الجمهور قبيل نهاية العام الحالي، وذلك بعدما أنهت الوزارة نحو 85 في المائة من أعمال الترميم، حيث تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائى لأسقف القصر وترميمها وتشطيب الواجهات والعناصر الزخرفية الموجوده به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف والكرانيش، البدء فى أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به، وتبلغ تكلفة أعمال المشروع 100 مليون جنيه، وتخطط الوزارة لتحوله إلى مركز توثيق أثرى بعد افتتاحه المزمع فى نوفمبر المقبل.
وتجرى الآن أعمال الترميم بـ قصر البارون على قدم وساق تحت إشراف أجهزة الدولة وأنه حتى الآن تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائى لأسقف قصر البارون وترميمها وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف والكرانيش الجصيه، والانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسى، والتماثيل الرخامية بالموقع العام.
وقال العميد هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية والمشرف العام على القاهرة التاريخية، فى تصريحات سابقة، إنه تمت إزالة الأسوار الحديدية غير الأثرية والتى تم إنشاؤها حول القصر عام 2006، لسوء حالتها كما أنها لا تتواءم مع القيمة الأثرية والمعمارية للقصر، مؤكدًا أنه لن يتم بناء سور حجرى بدلاً منها وأنه تمت الاستعانة بالرسومات الأصلية للقصر والمنفذة من قبل المهندس ألكسندر مارسيل وذلك لإنشاء أسوار بنفس تصميم الأسوار الأثرية القديمة، الذى هو عبارة عن قاعدة طولية خرسانية أسفل منسوب سطح الأرض، تعلوها أعمدة بانوهات حديدية بطول الواجهات مع وجود أعمدة حجرية بقطاع صغير موزعة على مسافات لتثبيت البانوهات الحديدية للأسوار مؤكدًا أنه لن يتم بأى حال إعاقة أو حجب رؤية القصر ليستمتع المارة بمشاهدة القصر وروعة تصميمه.
وكانت الوزارة قالت فى بيان سابق أكدت وزارة الآثار، أن القائمين على عمليات ترميم قصر البارون اتخذوا كافة الإجراءات اللازمة من اختبارات وتحاليل وتوثيق فوتوغرافي ومعماري لمظاهر التلف لوضع الخطط اللازمة وعمل العينات المطلوبة بأساليب الترميم العلمية المتبعة والتي أظهرت الألوان الأصلية لجميع الواجهات وبناءً عليه تم إجراء عملية الترميم لتلك الواجهات بالمحافظة، والتثبيت لما تم الكشف عنه من ألوان أصلية، والتي تعرضت للتأثر بالسلب نتيجة العوامل الجوية.
وأوضحت الوزارة في بيان سابق لها، أن الدراسات التي سبق وتمت للوقوف على الألوان الأصلية بالواجهة شملت ذكر اللون في الوثائق التاريخية المتعلقة بقصر البارون، حيث ذكرت Amelie D Arschot في كتابها Le roman D heliopolis، أن الواجهة كانت مغطاة بلون أبيض مع لون طوبي محروق مستوحى من معابد القرن الثاني عشر من شمال الهند صفحة 178، كما أوضحت Anne Van Loo في كتابها Helopolis صفحة 135، أن البارون إمبان أراد أن يميز قصره عن باقي عمائر هيليوبوليس التي كانت تتميز بلون الصحراء “اللون الترابي”، واختار الطوبي المحروق burnt Sienna”.