يمكن للباحثين فى السياسة والاجتماع أن يؤكدوا لنا وجود العديد من الجماعات ذات الطابع السرى فى التاريخ البشرى، والتى تتشكل بسب الإحساس بالخوف والاضطهاد أو بالتميز والتفرد، ومن أشهر هذه الجمعيات كانت الماسونية وفرسان الهيكيل، لكن هناك جمعيات أخرى، يؤكد البعض أنها لا تزال مستمرة حتى الآن، منها:
الجمجمة والعظام
منظمة العظام والجُمجمة تعرف بجمعية "إخوة الموت" جمعية سرية أمريكية تربطها علاقات وشيجة مع الماسونية تأسست عام 1832 فى جامعة يال الأميركية وقد أسسها وليام راسل، وهو من أسرة ثرية امتلكت إمبراطورية تجارة الأفيون فى أمريكا.
وشعار هذه الجمعية هو ذات الشعار الذى يستخدمه القراصنة، وهو نفس الشعار الذى يستخدمه كذلك الصيادلة لتمييز السموم، وهو ذات الشعار الذى تستخدمه أيضاً بيوت الأزياء فى أمريكا اليوم لترويج منتجاتها فى أشهر المتاجر، وهو ذات الشعار الذى استخدمه من قبل هتلر إبان حكمه النازي، وهو عبارة عن جُمجمة ومن تحتها عظمتان بشريتان متقاطعتان.
ومن ضمن رجال "الجمجمة والعظام" نيكولاس برادى ووليام باكلى والرئيس الأمريكى الأسبق ووليام تافت، الذى أصبح فيما بعد وزيراً للدفاع، وموريسون ويت الذى كان رئيساً للمحكمة العليا فى أمريكا، وهنرى لويس مؤسس مجلة التايم المشهورة، وهارولد ستانلى مؤسس شركة مورجان ستانلى المالية، وبيتر جاى أول رئيس مجلس إدارة لبنك الاحتياط الفيدرالى الأمريكى.
جماعة المتنورين
جمعية سرية تأسست فى 1 مايو 1776 فيما يسمى آنذاك (عصر التنوير)، و"المتنورون" اسم يشير إلى عدة مجموعات، سواء التاريخية منها أو الحديثة، سواء كانت حقيقية أو وهمية، فمن الناحية التاريخية فإنه يشير تحديدًا إلى فرقة المتنورين فى مدينة إنجولشتات بولاية بافاريا فى ألمانيا، وأما فى العصور الحديثة فالمتنورين او إلوميناتى أصبحت كلمة تستخدم للإشارة إلى التآمر أو (تنظيم المؤامرة المزعومة).
تأثرت هذه المنظمة الراديكالية بفلسفة التنوير والعقل وناضلت من أجل حرية التعبير ضد التسلط والتحيز.
وكان الهدف الرئيسى سيادة الشعب وإقامة مجتمع عقلانى من خلال التنوير وحسن الأخلاق.
يقال أن عددهم كان حوالى 2000 عضو، لقد تم حظر المتنورين بناءً على طلب من حكومة ولاية بافاريا، وكان الحظر الأول فى عام 1784 عندما أُصدر حظر عام ضد كل المنظمات السرية، وفى عام 1785 كان الحظر صريحًا ضد منظمة المتنورين بالذات.
وقد ضبطت السلطات البافارية كميات كبيرة من وثائق المنظمة وتم نشرها لاحقًا بمثابة تحذير، عندما تم حظر المتنورين فى بافاريا هرب وايسهاوبت من البلاد، وقاد المنظمة بعد فراره يوهان كريستوف الذى توفى فى عام 1793.
كان هناك العديد من الرموز الكتابية واللفظية المستخدمة للدلالة على أحداث أو طقوس معينة، ومن هذه الرموز على سبيل المثال ما يسمى أوبرا موتسارت والناى السحرى والذى يعتقد أنها تعبيرات لفظية تلخص اضطهاد الحكومة البافارية لبعض طقوس المتنورين فى فيينا مثل (فريموريرلوسجنز).
البستان البوهيمى
تشكلت عام 1872 على يد الأمريكى "هنرى إدواردز" فى منطقة "منتو ريو" فى ولاية كاليفورنيا، وتقول الأسطورة إن القديس يوحنا عانى الموت على يد ملك بوهيميا بدلا من إفشاء أسرار مذهبه للملك، لذلك فالتمثال يرمز إلى السرية أيضاً منذ زمن طويل.
ومنذ تأسيس البستان وهو يحمل رمز البومة، والتى تعنى المعرفة، وصنم البومة مصنوع من الصلب يقف على راس البحيرة فى البستان، قد صممه أحد النحاتين واثنين من رؤساء النادى عام 1920.