رغم أنه حيوان "ملعون" عند البشر منذ القدم، إلا أنه قد يحمل النجاة إلى الإنسان، حيث أعلن جراح بريطانى بارز أن قلوب الخنازير "المعدلة" يمكن زراعتها عوضا عن القلب البشرى بعد ثلاث سنوات من الآن.
وأضاف الجراح البريطانى أنه ينوى القيام بعملية جراحية جديدة لاستبدال كلية إنسان بكلية خنزير فى نهاية العام الجاري، فى حين يؤكد أن نجاحها سيمهد الطريق لعمليات زراعة أعضاء أكثر تعقيدا، كزراعة قلب حيوان مكان قلب بشري.
وتمتلك قلوب الخنازير شكلا تشريحيا يشبه شكل قلوب البشر، لذا يمكن استخدامها فى علاج الفشل القلبى الذى يعد وباء عالميا يعانى منه أكثر من 26 مليون شخص حول العالم.
ومنذ آلاف السنين ظهر حيوان الخنزير كحيوان ملعون، محرم ومكروه فى كل الأديان الإبراهيمية، حتى الحضارات القديمة لم يسلم الحيوان من كرهه له.
فى الإسلام حرمت لحم الخنزير، حيث حرم الله سبحان وتعالى أكل لحم الخنزير وقد سار على ذلك جميع المسلمين، تأييدا لنظرية أن لحم الخنزير ضار جدا بالصحة، وذلك استنادا لعدد من الآيات القرانية مثل { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ} سورة البقرة آية 173.
ورغم أن المسيحية لا تحرم صراحة أكل الخنزير، لكن أيضا عدد كبير من المسيحيين لا يفضلون لحمه، كما أن القرازة المركسية اقتحمت عالم تلك الحيوان الصغير، وأصدرت بيانا أكدت فيه "أنه رغم عدم تحريم أكل هذا النوع من اللحم، فإن تناوله يتسبب فى إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض".
أما الديانة اليهودية، فهى ترفض أكل أنواع مختلفة من اللحوم، من بينها لحم الخنزير، فلنقرأ فى قاموس الكتاب المقدس تحت عنوان خنزير: "كان الخنزير من الحيوانات النجسة (لاويين 11: 7 وتث 14: 8) وذلك لأنه قذر وهو لا يجتز طعامه، ويولد لحمه بعض الأمراض إذا لم ينضج عند طبخه".
الطريف أنه ليست الأديان فقط، فالحضارة المصرية القديمة رفضت لحم الخنزير، وبحسب كتاب "مصر الفرعونية و علوم الحياة" للدكتور صالح بدير، فإن هيروديت عندما زار مصر فى القرن الخامس قبل الميلاد، وجد أن المصريين يعتبرون الخنزير حيوان غير نظيف، ويذكر الكتاب أنه يعتقد أن لحم الخنزير كان ممنوعا فى مصر القديمة لأسباب دينية، ولم يكن المصريون يتناولونه إلا يوم واحد فى السنة، وكان يوما مقدسا وعلى المصريين أن ياكلوا الخنزير فى ذلك اليوم.
كما وبحسب موسوعة تاريخ الأديان للدكتور فراس السواح، فأن الإغريق حرموا أيضا فى إحدى عصورهم أكل لحم الخنزير، اعتقادا منهم أن أدونيس الإله الإغريقى قتله خنزير برى، وهو ما يتشابه مع الأسطورة السورية التى تقول أن الإله أدون قد قتله خنزير برى وبعدا غاب عنهم أودن تحت الآرض ومافتئ بعده يعود اليهم كل سنه فى اوائل فصل الربيع فيحتفل السوريين بعودته بالدبكات والأفراح مثل عيد الربع عند العلويين وعيد النيروز.