يقول الله تعالى فى سورة الأنعام الآية 38 "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ"، وجاء فى السنة المطهرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة"، وعن عائشة رضى الله عنها، عن النبى صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف، وما لا يعطى على ما سواه) رواه مسلم.
ومع ذلك نجد أن نصوصا أخرى دينية تبيح قتل بعض الحيوانات، منها ما ذكر عن عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ، كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، يُقْتلْنَ فِى الحَرَم: الْغُرَابُ، والحِدَأَةُ، والعَقْرَبُ، والفَأْرَة، وَالْكَلْبُ العَقُورُ".
والمعنى من وراء ذلك الحيوانات التى تسبب الأذى للإنسان، لهذا فإنه يجوز للمسلم قتلها فى الحل والحرم والإحرام.
الغراب: يتسبب فى إفساد الثمار والمزروعات ولهذا فإن قتله حلال، بل ويجب قتله.
الحدأة: تسبب الأذى، حيث إنها تسرق الثياب والحلي.
العقرب: يلسع الإنسان ويتسبب فى مرضه أو حتى موته.
الفأرة: تثقب الحوائط وتخرب المنازل وأيضا تحمل العديد من الأمراض.
الكلب العقور: يهاجم الناس ويسبب لهم الأذى، أما لو كان لا يسبب الأذى ومسالم فلا يجوز قتله.
هناك من يرى أن هذه الحيوانات لا تؤكل، ولهذا فإن أى حيوان لا يؤكل يجوز قتله ولا يدفع عنه فدية، وهناك من يرى بأن الحديث يقصد هذه الحيوانات الخمسة دون غيرها، ولا يجوز قتل غيرها من الحيوانات.
وقد سئل ابن باز عن حكم قتل الحشرات مثل النمل والصراصير، وأجاب هذه الحشرات إذا حصل منها الأذى جاز قتلها، لكن بغير التحريق، بل بأنواع المبيدات الأخرى.
ما قيل فى قتل "البرص"، روى البخارى (3359) عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رَضِى اللَّهُ عَنْهَا: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَمَرَ بِقَتْلِ الوَزَغِ، وَقَالَ: كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ".
وروى مسلم (2240) عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فِى أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِى الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الْأُولَى، وَإِنْ قَتَلَهَا فِى الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الثَّانِيَةِ.
وفى رواية أخرى من قتل وزغاً فى أول ضربة كتبت له مائة حسنة، وفى الثانية دون ذلك، وفى الثالثة دون ذلك.