تمر اليوم ذكرى رحيل الملك بطلميوس الخامس عشر، أو قيصرون، ابن الملكة كليوبترا السابعة ملكة مصر والإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، إذ رحل فى 23 أغسطس عام 30 ق.م، بعدما قتله.
و بطليموس الخامس عشر المعروف بقيصرون (قيصر الصغير) في 23 يونيو 47 قبل الميلاد يعتبر آخر سليل ملوك الفراعنة البطالمة، جده الأكبر بطليموس الأول أحد قادة الإسكندر الأكبر.
ويبدو أن عائلة بطليموس كان لها تاريخ غريب من الحكايات مع القتل والخيانة، ولم تكن نهاية "قيصرون" وأمه "كليوباترا" هى النهائيات المأسوية فقط فى تاريخ العائلة، حيث يذكر كتاب "الحقيقة أغرب من الخيال: ألف قصة واقعية ومثيرة" تأليف أندره كسبار، إنه فى أواخر القرن الرابع ق.م، استولت على مصر يونانية دام حكمها ثلاثة قرون، كل ملوك هذه العائلة أطلقوا على أنفسهم اسم "بطليموس" وكانت كل ملكاتها تقريبا يدعين كليوباترا، أما حياة كل رجال ونساء هذه الذرية فقد انتهت نهاية مفجعة.
فبطليموس الثانى الملقب بصديق إخوته، ثانى ملوك السلالة، أطلق عادة سيخلص لها كل خلفائه، فما أن ارتقى العرش سنة 283 ق.م، حتى أمر بقتل اثنين من إخوته ونفى امرأته ليتزوج شقيقاته، أما بطليموس الثالث، فقد اكتفى بالزواج من ابنه عمه ولم يفتك بها.
بطليموس الرابع الملقب بصديق أبيه، شك فى أمره وأتهم بأنه دس السم لوالده ابتغاء الاستيلاء على السلطة، ومنذ تسلمه الحكم سنة 222 ق.م حتى أمر بإعدام والدته وشقيقه وشقيقته أرسيتوى التى كانت فى ذات الوقت زوجته.
بطليموس السادس الملقب بصديق أمه، تزوج أخته أيضا، واضطر تحت تأثير الضغط إلى إشراك زوجته وأخيه فى ممارسة أمور الحكم، عندما توفى خلفه ابنه بطليموس السابع فنادت به أمه ملكا أوحد على البلاد، مع ذلك قام عمه الذى شارك فى الحكم مع أبيه، وتزوج الملكة الأم أى شقيقته وأرملة أخيه، وفى يوم زفافه، أمر باغتيال ابن أخيه وابن شقيقته وزوجته معا، وخلفه فى الحكم تحت اسم بطليموس الثامن بالمقلب بالمحسن والملقب أيضا بالمنفوخ وبالشرير.
طلق بطليموس الثامن شقيقته فى ما بعد وتزوج ابنتها أى ابنه شقيقه وشقيقته، ما أثار غضب رعيته عليه، ففر إلى قبرص سنة 130 ق.م، ولكى ينتقم من شقيقته قتل الابن الذى أنجبه منها، ولم يلبث الملك أن تصالح مع شقيقته وأشرك فى الحكم أحد أبنائه من زواجه الأول، لكن من خلفه هو ابن آخر انجبه من ابنة شقيقه، وقد حكم تحت اسم بطليموس العاشر.
تزوج بطليموس العاشر الملقب بالحمص شقيقته، تماما كما فعل سابقوه، خلعه عن العرش أحد إخوته الصغار، بطليموس الحادى عشر، لكنه ما لبث أن استرده، وأنجبت له أخته كليوباتبرا بنتا، ولما طلقها، تزوجت من خارج العائلة، فاغتالتها شقيقة أخرى تدعى كليوباترا، وبعد عام من الحادث، اغتيلت الشقيقة الثانية على يدر صهرها الزوج الثانى للشقيقة الكبرى، وتزوجت شقيقة ثالثة أخاها الملك، وعند وفاة الأخير تسلمت دفة الحكم ابنة هؤلاء الشقيقات وبما أنه لم يكن لها أخ تزوجت ابن عمها بطليموس الثانى عشر، وبعد زواجه بقليل قام الأخير وفتك بزوجته، فقتله رعاياه ولم يترك ذرية بعده.
استولى على الحكم ابن شرعى لبطليموس العاشر، وأطلق عليه بطليموس الثالث عشر عازف الناى، ثار عليه الشعب وطرده واستبدله باثنين من بناته، ولما قضت إحداهما نحبها، عاد الملك وقتل الثانية، واستعاد العرش، ثم وضع وصية يترك بموجبها العرش لابنه البكر بطليموس الرابع عشر بالمشاركة مع ابنته الثالثة.
مات بطليموس الرابع عشر قبل الزواج على أثر حادث، فخلفه أخ أصغر، هو بطليموس الخامس عشر، تزوج من شقيقته التى قتلته.