تشارك دور نشر من نحو 10 دول عربية فى أعمال الدورة الـ26 لمعرض بكين الدولى للكتاب، وسط تطلعات للاستفادة من التقدم التكنولوجى الصينى فى مجال الكتاب الرقمى الذى يتجاوز الحدود، ما يعزز التبادلات الثقافية بين الجانبين.
وتنتشر الأجنحة العربية على مساحات كبيرة ومميزة فى المعرض، الذى افتتح الأربعاء الماضى، حيث تشارك مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة المغربية والجزائر ولبنان إضافة إلى اتحاد الناشرين العرب، بأجنحة تضم عددا من دور النشر التى تعرض مجموعات من الكتب فى مختلف المجالات تتناول الثقافة العربية فضلا عن بعض الكتب المترجمة بين اللغتين العربية والصينية.
وقال مدير مؤسسة دار الحكمة المصرية للاستثمار الثقافى والنشر أحمد سعيد، إن معرض بكين الدولى للكتاب تتزايد أهميته على الساحة الدولية، مؤكدا أن سوق الكتب الصينية يزخر بإمكانيات ضخمة نظرا إلى التاريخ العريق للحضارة الصينية، ما يعكس أهمية المعرض كمنصة لخلق علاقة ثقافية أكثر عمقا وفهما بين الصين والعالم العربى.
وأضاف "سعيد" أن حجم الكتب المصدرة من الصين إلى الدول العربية تتجاوز سنويا 200 عنوان مقابل 20 عنوانا من الدول العربية للصين، موضحا أن سبب هذه الفجوة يعود إلى الدعم الكبير الذى تقدمه الحكومة الصينية لنشر الثقافة الصينية فى العالم، حيث يوجد حاليا 4 أو 5 مشاريع صينية تقوم بنقل الأعمال الأدبية والثقافية الصينية المترجمة إلى العالم.
وتابع قائلا إن مصر تعد من الدولة الأكثر تأثيرا بين الدول العربية فى التعاون الثقافى مع الصين.. مشيرا إلى أن دور الإمارات الثقافى بدأ يتزايد فى الفترة الماضية، وكذلك المملكة المغربية.
من جانبه، أكد عبد الوهاب الدماك، المشرف العام على الجناح السعودى فى المعرض، اهتمام المملكة والمؤسسات العلمية بالمشاركة السنوية فى معرض بكين الدولى للكتاب منذ عام 2015، حيث يشارك ما يزيد على 8 دور نشر سعودية بأكثر من 2500 عنوان هذه الدورة.
وقال الدكتور محمد الجداوى مدير مركز مصادر التعلم بجامعة الأمير محمد بن فهد السعودية، إن مشاركة المملكة بشكل عام ودار نشر جامعة الأمير محمد بن فهد بشكل خاص فى المعرض مهمة، للإطلاع على التطور فى صناعة النشر الدولي، لاسيما وأن أحد أهداف الجامعة هو الوصول إلى القاريء الذى لا يستطيع القراءة وفقا للطرق التقليدية المتعارف عليها.
وأضاف الجداوى أن معرض بكين للكتاب هذا العام خصص جناحا أطلق عليه (القراءة الجديدة بتقنية الجيل الخامس)، حيث يعرض سيناريوهات تطبيق القراءة المستقبلية لـ (إنترنت الكتب، والتفاعل بين البشر والكتب، وتكامل الطبعتين الورقية والإلكترونية) فى عصر الجيل الخامس.
وأوضح الجداوى أن دار نشر جامعة الأمير محمد بن فهد تعرض 72 عنوانا فى جناحها بالمعرض، وأنها تركز على الاستفادة من أحدث ما تم الوصول إليه فى العالم الافتراضى والذكاء الاصطناعي، بما يعود بالنفع على مجال النشر وتعميم المعرفة والثقافة بين مختلف القطاعات.
من جهته، قال عمر مبارك العمرانى، ممثل جناح سلطنة عمان إن بلاده تشارك فى المعرض بأكثر من 100 عنوان فى مجالات مختلفة، فيما أكد طارق سليكى ممثل الجناح المغربى أن انفتاح الصين على الثقافات الأخرى فرصة مهمة لإطلاع الصينيين على الثقافة المغربية.
وافتتحت أعمال الدورة الـ26 لمعرض بكين الدولى للكتاب يوم الأربعاء الماضى بمشاركة أكثر من 2600 عارض من 95 دولة ومنطقة، ويضم المعرض أكثر من 300 ألف عنوان جديد من دول العالم، فيما تم اختيار رومانيا لتكون ضيف الشرف لهذا العام.
وخصص المعرض،الذى من المقرر أن يختتم أعماله غدا الأحد، جناحا ضخما للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث يضم الجناح نحو 5000 كتاب ومجلة موزعة على أربع مناطق هى (مختارات الكتب) و(المنشورات المميزة المحلية والأجنبية) و(المجلات الممتازة) و(كتب نموذجية منذ تأسيس جمهورية الصين).