تمر الذكرى الـ120 على ميلاد الأديب الأرجنتينى خورخي لويس بورخيس، إذ ولد فى 24 أغسطس 1899، وهو يعتبر من أبرز كتاب القرن العشرين بالإضافة إلى الكتابة فقد كان بورخيس شاعرا وناقدا وله عدة رسائل.
وفي عام 1921، نشر بورخيس بياناً أدبياً، كرس فيه مشروعه الأدبي لـ «التجربة»، وعلى الرغم من فقدانه البصر، أصبح أعظم شخصية في أدب أميركا اللاتينية، وفي نظر كثير من النقاد، أصبح أعظم كاتب باللغة الإسبانية.
وابتكر بورخيس جنساً طليعياً من الأدب، أطلق عليه اسم «فيكون»، جمع بين القصة والمقال، وهو يتألف من كيان من القصة والتقارير الإخبارية، خليط من الأدب والتاريخ.
تعلم الأديب الراحل اللغة العربية وتأثر كثيرا ببعض الأدبيات العربية الشهيرة مثل موسوعة ألف ليلة وليلة، لكن يبقى السؤال كيف تعلم الشاعر "الأعمى" العربية، وما هى الأسباب التى دفعته لذلك؟
بحسب الناقد المغربى عبد الفتاح كليطو، أن السبب الأول هو أن بورخيس الذي كان يتقن اللغة الفرنسية واللغة الألمانية واللغة الإنجليزية كان يعتبر اللغة العربية لغة ثقافة كبيرة أثرت في تكوينه، وانعكست على آثاره النثرية والشعرية، ولعل بورخيس كان يظن أيضا أن تعلم اللغة العربية سيوفر له فرصة قراءة "ألف ليلة وليلة" فى لغتها الأصلية.
وتذكر عدد من التقارير أنه من حبه لهذه اللغة قرّر تعلّم اللغة العربية كذلك عندما ناهز سنّه الثمانين، عنون أحد مؤلفاته بالحرف الأول من الأبجدية "الألف".
ولعل شغف "بورخيس" بالعربية، لم يكن وليد صدفة، ومعرفته بلغة العرب، متوغل داخل أسرته، فوالده كان أول من ترجم رباعيات الخيام لأول مرة إلى اللغة الإسبانية.
وحسبما نقل عن زوجة الأديب الراحل، فإنه علم مرة من إحدى الجرائد أن هناك أستاذاً للغة العربية، يعيش فى جنيف، طلب الاتصال به، فاستقدمته إلى المنزل، وكانت جنسيته مصرية، كان شخصاً طيباً ودمثاً، سأله بورخيس عن مجموعة من الأشياء، ثم بدأ يعطيه دروساً في اللغة.
وأوضحت زوجته إنها كانت ترسم له الحروف العربية على هيئة كبيرة على راحة يديه حتى يتحسس شكلها، وذلك لأنه كان يعانى (العمى) فى أواخر أيامه.
ويرى الروائى التونسى حسونة المصباحى، أن صاحب "كتب الرمل" كان يعتبر "ألف ليلة وليلة" من أعظم الآثار في الآداب الإنسانية كلها. بالإضافة إلى ذلك اختار بورخيس أن يكون معلمه من مصر، بلاد الفراعنة الذين كان يصنفهم ضمن الشعوب المؤسسة للحضارات الإنسانية. كما اختار أن يكون معلمه من مدينة الإسكندرية التى ظهرت فيها أول وأعظم مكتبة في العالم القديم.