أكد المشاركون فى الندوة التى نظمها مركز وودرو ويلسون الأمريكى حول تهريب ونهب الآثار فى منطقة الشرق الأوسط حضرها عدد من علماء الآثار والأكاديميين والمهتمين بالآثار، أن نهب وتهريب الآثار من منطقة الشرق الأوسط يتطلب حلولا قوية وفرض عقوبات رادعة ضد الدول التى تساعد فى عمليات تهريب الآثار من المنطقة.
وقالت عالمة الآثار المصرية مونيكا حنا، إن عمليات نهب وتهريب الآثار المصرية، تشير إلى وجود عصابات منظمة تستغل عددا من العاطلين، وكذلك الأطفال فى سرقة الآثار، حيث إن هناك بعض العصابات المتخصصة فى سرقة الآثار الفرعونية وأخرى فى الآثار الإسلامية، وكذلك المخطوطات القبطية وصولا إلى الآثار من عهد أسرة محمد على.
وأضافت "مونيكا" أن تهريب الآثار المصرية بصفة رئيسية عبر إسرائيل وتركيا، تعتبر الآن مركزا لمعظم الآثار المصرية المهربة لتجد طريقها إلى الدول الأوربية.
وأوضحت عالمة الآثار المصرية "مونيكا" أنه ينبغى على دول الشرق، التوصل إلى اتفاق حول سبل حماية تراث المنطقة الثقافى والعمل مع الشركاء الدوليين من أجل وقف استنزاف تراث الدول فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن مصر تعتزم تقديم ورقة خلال قمة مجموعة العشرين المقبلة حول تجارة الآثار غير المشروعة وسبل مواجهة هذه التجارة دوليا.
وطالبت "حنا" بضرورة زيادة الوعى لدى الأفراد بعدم مشروعية اقتناء آثار مسروقة، مؤكدة ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمنع عمليات شراء الآثار المهربة من منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت أن هناك بعض القطع الأثرية التى لا تذهب مباشرة إلى الأسواق، حيث يفضل التجار الاحتفاظ بها لبعض الوقت حتى يتم بيعها فيما بعد بوثائق مزورة وبأسعار باهظة.
من جانبها، قالت تيس ديفيس، المدير التنفيذى لمنظمة ائتلاف الآثار الأمريكية، أن الولايات المتحدة لديها ما يكفى من قوانين قوية لمكافحة عمليات تهريب الآثار، غير أنه من الضرورى توفير الإرادة السياسية، والتمويل اللازم لتطبيق القوانين ورفع درجة الوعى العام بهذه القضية.
وأضافت "ديفيس" التى شغلت أيضا منصب المدير التنفيذى للجنة المحامين من أجل حماية الثرات الثقافى الأمريكية أن المشكلة تكمن فى أن جرائم نهب وتهريب الآثار تعتبر من الجرائم غير العنيفة والتى ليس لها ضحايا، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية الأمريكية تبذل جهودا حثيثة لإحباط العديد من عمليات تهريب الآثار، لكن هناك حاجة لوجود إرادة سياسية لدعم هذه الجهود.
وأكدت ديفيس أن أعمال نهب الآثار الحالية فى منطقة الشرق الأوسط لفتت الانتباه إلى هذه المشكلة الخطيرة، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة أوتنظيم داعش ليس هما أول التنظيمات الإرهابية أو آخرها التى تستغل سرقة الآثار لتمويل عملياتها، مشيرة إلى أن المشكلة ستستمر حتى بعد القضاء على تنظيم داعش.
وكشفت ديفيس عن تدفق عددا كبيرا لبعض القطع الأثرية من العراق والتماثيل النادرة من سوريا إلى الولايات المتحدة تقدر بملايين الدولارات.
ودعت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة للتصدى لعمليات التهريب الجارية، مؤكدة أنه لم يتم بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر منذ فبراير من العام الماضى لمواجهة محاولات القاعدة وداعش لاستغلال تهريب الآثار لتمويل عملياتهما الارهابية.
كلمات متعلقة