يصدر فى شهر سبتمبر المقبل كتاب جديد لـ توماس بيكيتى بعنوان "رأس المال والأيديولوجيا".
يذكر أن توماس بيكيتى صدر له من قبل كتاب "رأس المال فى القرن الحادى والعشرين" الذى ترجم للعربية وصدر عن دار التنوير، وحقق نجاحا كبيرا.
ولأن الكتاب الجديد لم يصدر بعد فإننا نلقى الضوء على الكتاب السابق "رأس المال فى القرن الواحد والعشرين" والذى يعد من أهم الكتب التى صدرت فى القرن الحديث، ترجمة وائل جمال وسلمى حسين.
والكتاب شكل أكبر مساهمة فى النقاش المندلع بين الاقتصاديين الغربيين حول انعدام المساواة فى مجتمعاتهم، وفيه يعرض توماس پيكتى أشكال تراكم الثروة بين الطبقات المختلفة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى اليوم. ويستخلص أن الثروة تتراكم لدى أصحاب رأس المال أكثر منها فى يد العاملين. ويعتبر أن استثناء حصل على أثر الحربين العالميتين اللتين أدتا إلى تدمير ثروات بعض الرأسماليين الكبار، فيما ساهم النمو السكانى والاقتصادى الاستثنائى الذى تلا الحرب العالمية الثانية واستمر ثلاثين سنة، أطلق عليها الفرنسيون لقب الثلاثين المجيدة فى إنعاش طبقة العاملين. كما ساهم فى توسيع الطبقة الوسطى إلى حجم لم تكن الدول الغربية شهدت مثله. لكن فور انتهاء مجهود إعادة الإعمار، عاد رأس المال ليتركز فى يد قلة قليلة، فيما راحت الطبقة الوسطى فى الدول الغربية تضمر رويداً رويداً.