تمر اليوم الذكرى الـ304، على رحيل الملك لويس الرابع عشر، ملك فرنسا، إذ رحل فى 1 سبتمبر من عام 1715، وهو أحد أبرز ملوك البوربون، تولى الحكم وهو بسن الخامسة إلا أنه لم يكن يملك السيطرة الفعلية حتى توفي رئيس الوزراء "الكاردينال مازارين" فى 1661م، كان يلقب بالملك الشمس وذلك لاهتمامه بالأدب والفن، وهو الذى قام ببناء قصر فرساى فى فرنسا.
وينسب للملك الفرنسى الراحل تطوير وانتشار فن الباليه ليستمر ويظهر بشكله الحالى، ويصبح فنا مستقلا بذاته، وذلك بعدما أمر بإنشاء أول مدرسة للباليه فى العالم التى يُطلق عليها الأكاديمية الملكية للرقص، فى عام 1661.
وبحسب كتاب تاريخ الباليه" تأليف بيير مشو، فإن بدايات معرفة فن البالية كان عندما جاء الملك الفرنسى تشارلز الثامن مع جيشه إلى إيطاليا وفوجئ باكتشاف رقص البالية بين المآدب، فجلب هذا الفن والفنانين الإيطاليين إلى فرنسا، وفى عام 1581 عرض فى زفاف أخت ملكة فرنسا لوسن، أول مسرحية رقص باليه ضخمة فى التاريخ بعنوان البالية الكوميدى للملكة، من تأليف موسيقار وأستاذ رقص إيطالى.
وأوضح الكتاب أن الملك لويس الرابع عشق هذا الفن حتى انه اشترك فى عروض رقص الباليه بنفسه حين لعب أدوار فى ست وعشرين رقصة بالية ضخمة وعين ثلاثة أساتذة فنون كبار ليعملوا على إبداع رقصات وعرض رقصات البالية حتى تشكل أسلوب جديد للباليه يدعى "باليه بين الفصول".
وفى عام 1661 أصدر أمرا بتأسيس أول مدرسة رقص فى تاريخ البالية هى معهد الرقص الملكى، وبدأ من هنا تأليف وتنظيم التدريب لرقص الباليه وحددت حركات الأيدى والأرجل فى رقص الباليه واستمر هذه النظام حتى اليوم، وبعدها خرج الباليه من القصور وصعد خشبات المسرح وأصبح فنا مسرحيا.
وبفضل هذه المدرسة التى أسسها الملك لويس الرابع ظهرت اول دفعة من الممثلين المحترفين لعرض الباليه، ولكن فى ذلك الوقت لعب كل الأدوار فى المسرح راقصون رجال، حتى عام 1681، حين عرضت قاعة الأوبرا بباريس مسرحية بعنوان "نصر الحب" ظهرت فيها أول راقصة باليه على خشبة المسرح وأصبحت الراقصة هى البطلة فى المسرحية، حيث تعد "جيان فاندن" أول باليرينا فى التاريخ.