صدر حديثًا عن دار الوثائق القومية العدد الثالث من سلسلة كراسات أرشيفية بعنوان "ضبط تحرير مكتبة السلطان قايتباى خلال العصر العثمانى".
وفي هذا العدد، تقدم الدكتورة جيهان عمران أستاذة الوثائق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، دراسة جديدة تنشر فيها نصًا وثائقيًا نادرًا لوثيقة ضبط مكتبة من مكتبات المساجد التي أنشئت في العصر المملوكي الجركسى، وهى مكتبة السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى التى وقفها بجامعه وتربته بصحراء المماليك، وقد تم تحريرها خلال العصر العثمانى، وقد صدرت عن محكمة الباب العالى، الوثيقة مؤرخة بغرة محرم 1110هـ/10 يوليو 1698م، ولا تقتصر أهمية هذه الوثيقة على الجانب الأرشيفي والدبلوماتى لكنها تحمل بعدًا مهمًا فى دراسة التاريخ الثقافى من خلال التعرف على رصيد المكتبة.
وقد أشارت وثيقة الدراسة، إلى المكتبة بأنها خزنتين أوقاف السلطان قايتباي من الكتب والمجلدات والأجزاء والأوراق.
وتتضح أهمية وثيقة الدراسة باعتبارها مصدر أولى وأساسى فى الكشف عن رصيد مكتبة إسلامية تأسست فى العصر المملوكي سنة 879هـ/1475م وكانت قائمة حتى تاريخ تحرير الوثيقة داخل مؤسسة – مدرسة – دينية تعليمية كي يستفيد منها طالب العلم والباحث والقارئ. كما أن إجراء تحرير مقتنيات هذه المكتبة والتي يرجع إلى سنة 1110هـ/1698م يُعد بمثابة فهرس مفصل دقيق مسجل فيه عناوين الكتب المحفوظة والموقوفة بمكتبة السلطان قايتباى، التي شمل نصها توصيف كامل لعمارة الواقف – السلطان قايتباي – بجبانة المماليك والأوقاف الموقوفة عليها. كما تُعد وثيقة الدراسة أحد المؤشرات للقياس الفكري الذى يمكن من خلاله رصد مستوى التنوع التعليمي والثقافي الذى كان سائدا في تلك الفترة الإسلامية بما تحويه عناوين الكتب من تعددية وتنوع الموضوعات التي تندرج تحتها. كما تضم العناوين حصراً لبعض أسماء مؤلفي الكتب، والتى حرص السلطان قايتباى أو ناظر الوقف على اقتناء مؤلفاتهم لتزويد المكتبة بها من أجل إتاحتها للعلم.
وقد جاءت هذه الدراسة تشمل ثلاثة محاور أولها إلقاء الضوء على السمات العامة التي اتبعها كاتب الوثيقة في تحرير مقتنيات المكتبة، ثانياً فهرسة الوثيقة ونشرها واللوحات، ثالثاً تحقيق لعناوين الكتب الواردة بنص الوثيقة ولأسماء مؤلفيها وأخيراً كشاف بأسماء المؤلفين.