تمر اليوم الذكرى الأولى على واحدة من أكثر الكوارث فى حق التراث الإنسانى، حيث استيقظ عليها العالم فى صباح 2 سبتمبر من العام الماضى، بعدما تعرض متحف البرزيل لحريق كبير، وتم تدمير مؤسسة ريو البالغة من العمر 200 عام.
واشتعلت النيران فى أقدم المتاحف التاريخية والعلمية فى البرازيل، ويُعتقد أن الكثير من الأرشيف الخاص بالمتحف قد التهمته النيران، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "الجارديان".
بدأ الحريق فى المتحف الوطنى فى ريو دى جانيرو، البالغ من العمر 200 عام، بعدما أغلق أمام الجمهور مساء أمس، وقال اثنان من العاملين بالمتحف إنه لا توجد تقارير عن وقوع إصابات، لكن الخسارة التى لحقت بالفروع المتعلقة بالعلوم والتاريخ والثقافة البرازيلية لا تحصى.
ولم يتضح على الفور كيف بدأ الحريق، وقد كان المتحف جزءًا من الجامعة الفيدرالية فى ريو، لكنه تعرض للترميم فى السنوات الأخيرة، وشملت مجموعات المتحف المثيرة للإعجاب عناصر جلبها إلى البرازيل دوم بيدرو الأول الأمير البرتغالى الذى حصل على قطع أثرية مصرية ويونانية ورومانية منها "هيكل عظمى عمره 12000 سنة" وحفريات ديناصورات ونيازك تم العثور عليها عام 1784، وتم تخزين بعض المحفوظات فى مبنى آخر لكن يعتقد أن الكثير من المجموعة قد تم تدميرها.
وبحسب موقع "art.net news" رغم أن التقارير الأولية زعمت تدمير نحو 90% من القطع الموجودة بالمتحف فى أعقاب الحريق الهائل الذى كان سببه عطل فى مكيفات الهواء، لكن العدد النهائى لم يصل إلى هذا الحجم، إلا أن حجم الخسارة لا يزال كبيراً: 17 مجموعة من 34 مجموعة قد دُمرت بالكامل أو جزئيًا، أى ما يقرب من نصف مقتنيات المتحف.
و بعد عام من الحريق واحد أعلنت المؤسسة المسئولة عن المتحف البوطنى البرازيلى، عن إعداد خطة لإعادة فتح جزئي، بهدف فتح أبوابها فى غضون ثلاث سنوات، حيث من المقرر أن تبدأ إعادة إعمار واجهة المبنى التاريخى فى سبتمبر.
وجاء فى مؤتمر صحفى عقد فى الأكاديمية البرازيلية للعلوم، بحضور دنيس بيرس، رئيس الجامعة الفيدرالية فى رى ودى جانيرو، المسئولة عن المتحف، أن المؤسسة تعتزم افتتاح المتحف بشكل جزئى على أن يعاد بناءه وتطويره فى عام 2022، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لاستقلال البرازيل".
أعلن بيرس فى المؤتمر، أنه قد تم بالفعل إنفاق حوالى 11 مليون ريال (2.7 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التى لحقت بالمتحف، مشيرا إلى أن المتحف جمع 68 مليون ريال (16.4 مليون دولار) لإعادة الإعمار، تم الحصول على هذه الأموال بشكل رئيسى من الحكومة البرازيلية، ولكنها تشمل أيضًا تبرعات من منظمات دولية مثل اليونسكو والحكومة الأجنبية، وأبرزها ألمانيا، لكن تبقى التكلفة النهائية لعملية إعادة المتحف غير معروفة إلى الآن.