فى التاريخ الوسيط للعالم كانت هناك قوى مسيطرة منها التتار والمغول لكن الملاحظ أن هناك من يستخدمها كاسمين لشعب واحد، لكن هناك آخرين يفرقون بينهما.. فما حقيقة الأمر؟
سكن التتار بالقرب من أواسط آسيا، فيما سكن المغول ناحية الشرق، وقد تم إدماج التتار فى الجيش المغولى فى القرن الثالث عشر، حيث اعتُبروا جزءاً أساسياً من الإمبراطورية المنغولية فى ذلك الوقت.
وعلى الرغم من اختلافهما، يشترك المغول والتتار فى العادات نفسها وأسلوب المعيشة البدوية، إذ كانوا يسكنون فى أكواخ قابلة للتنقل، واشتُهروا بتربية الماشية ومهارتهم فى الفروسية، إلا أن الفرق كان كبيراً بينهما من حيث اللغة التى كانا يستخدمانها، فحكى المغول اللغة المغولية، فى حين تحدث التتار اللغة التترية.
وبعد انهيار الإمبراطورية المغولية، كوّن التتار مع مجموعة من القبائل التركية الأخرى ما يعرف بـ «القبيلة الذهبية»، والتى اعتنق حكامها وأفرادها الإسلام بعد عقود من اجتياح هولاكو لبغداد وإطاحته بالدولة العباسية. أما المغول، فقد اعتنق معظمهم الديانة البوذية.
بعض المصادر التاريخية العربية أشارت إلى المغول والتتر باسم واحد وهو "التتار"، وقد يعود السبب إلى ما ذكره رشيد الدين الهمزانى فى كتابه "جوامع التاريخ"، إذ قال إنه فى أغلب العصور القديمة، كانت الغلبة للتتار، الذين كانت تخضع لهم معظم القبائل بتلك المنطقة، وبسبب مكانة التتار فى ذلك الوقت، أُطلقت تسمية التتار على القبائل الأخرى.
لكن بعدما قوى المغول عقب هجرتهم من شمال الصين إلى منطقة منغوليا الوسطى، وأصبحت الغلبة لهم على بقية الأعراق والقبائل فى تلك المنطقة، ظهرت تسمية "المغول"، الذين كان ينتمى إليهم القائد جنكيز خان.
وعقب انهيار الإمبراطورية المنغولية، انقسمت إلى 3 أقسام قادها أحفاد جنكيز خان، وهى: "القبيلة الذهبية" فى النصف الغربى من السهوب الأوراسية فى العام 1313، والإيلخانيون بإيران والعراق فى العام 1295، و التشاجانيون فيما وراء النهر فى العام 1326.
أما التتار، فتمكنوا من تأسيس دولةٍ قويةٍ تحت قيادة القائد العسكرى الشهير تيمورلنك، حتى تمكنوا من هزيمة السلطنة العثمانية وأسر السلطان بايزيد، وبسطوا نفوذهم على مناطق شاسعة فى أواسط آسيا وجنوب أوروبا والآناضول، قبل أن تنهار الدولة تماماً مع موت تيمورلنك فى العام 1405.