تحل اليوم ذكرى ميلاد آنا مارى روبرتسون موسى، المعروفة باسم "الجدة موسى"، إذ ولدت فى مثل هذا اليوم من عام 1860م، والتى يستشهد بها كمثال لفرد نجح فى الفنون فى سن متقدمة، حيث ذاع سيطها فى سن 78 عاما، عن طريق الصدفة.
آنا موسى والمعروفة بجدة موسى مارى روبرتسون فى جرينتش نيويورك، كانت الثالثة من بين عشرة أطفال، وكان والدها يدير مطحنة الكتان وكان مزارعًا، التحقت بمدرسة مكونة من غرفة واحدة لفترة قصيرة من الزمن، وهذه المدرسة هى الآن متحف بنينجتون فى فيرمونت، الذى يضم أكبر مجموعة من أعمالها فى الولايات المتحدة.
بدأت جدة موسى بالرسم كطفلة باستخدام عصير الليمون والعنب لعمل ألوان لها مناظر طبيعية، وشملت المواد الطبيعية الأخرى التى استخدمتها لإنشاء أعمال فنية الطين والعشب ومعجون الطحين والجير البطيء ونشارة الخشب.
وفى سن 12 عامًا غادرت منزلها وبدأت العمل من أجل عائلة مجاورة ثرية تؤدى أعمالًا فى مزرعتها، استمرت فى الحفاظ على المنزل، وطهى الطعام وخياطة الأسر الغنية لمدة 15 عامًا، لاحظت إحدى العائلات التى عملت من أجلها اهتمامها بمطبوعات كورير وإيفز وقد زودوها بمواد فنية لإنشاء رسومات.
وعندما كانت فى السابعة والعشرين من عمرها، عملت مع زوجها فى نفس المزرعة بولاية فرجينيا، حيث قضيا ما يقرب من عقدين من الزمن، يعيشان ويعملان فى خمس مزارع محلية منفصلة، وفى وقت لاحق اشترى الزوجان مزرعة.
كانت موسى مبدعة فى منزلها، حيث كانت تزين جدار البيت بأعمالها الفنية، كما ابتكرت أيضًا أشياء مبطنة جميلة، وفى سن 76 أصيبت بالتهاب المفاصل، ما جعل التطريز مؤلمًا، اقترحت أختها أن تكون اللوحة أسهل بالنسبة لها، وقد حفزت هذه الفكرة مسيرة موسى الفنية فى أواخر السبعينيات من عمرها.
كانت موسى تتقاضى ما بين 3 إلى 5 دولارات مقابل لوحة، وهذا يتوقف على حجمها، ومع زيادة شهرتها، تم بيع أعمالها بمبلغ يتراوح بين 8000 دولار و10 آلاف دولار.
جاءت شهرتها عن طريق الصدفة فكان هناك أحد الأشخاص يدعى Louis J. Caldor، وهو جامع أعمال فنية، خلال زيارته لشلالات Hoosick فى عام 1938م، اكتشف لوحات رسمتها موسى فى نافذة متجر للأدوية.
اشترى جامع اللوحات جميع اللوحات الموجودة بمتجر الأدوية وعشرة آخرين من منزلها مقابل 3 دولارات أو 5 دولارات لكل منها، وفى العام التالى، تم إدراج ثلاث لوحات الجدة موسى فى معرض متحف الفن الحديث فى نيويورك بعنوان "الرسامين الأمريكيين غير المعروفين المعاصرين".
رحلت الجدة موسى عن عمر ناهز 101 فى 13 ديسمبر 1961 م فى نيويورك، وتم دفنها هناك، ذكرها الرئيس جون كينيدى قائلا: "موت الجدة موسى أزال شخصية محبوبة من الحياة الأمريكية، وأعادت مباشرة وحيوية لوحاتها نضارة بدائية لإدراكنا للمشهد الأمريكى، ساعد كل من عملها وحياتها أمتنا يجدد تراثه الرائد ويتذكر جذوره فى الريف وعلى الحدود".