تمر اليوم الذكرى الـ453 على رحيل السلطان العثمانى سليمان القانونى، إذ رحل فى 7 سبتمبر عام 1566، عن عمر ناهز حينها 71 عاما، وهو عاشر السلاطين العثمانيين وخليفة المسلمين الثمانين، وثانى من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان، بلغت الدولة الإسلامية فى عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة فى العالم فى ذلك الوقت، وصاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر 1520م حتى وفاته فى 7 سبتمبر سنة 1566م.
ويذكر كتاب " كيد النساء فى القرآن، بيوت الأنبياء، التاريخ" تأليف صبحى صلاح إسماعيل، حكاية من الحكايات الجدلية حول حياة السلطان العثمانى الراحل، وهى قصة روكسلانة، تلك الجميلة التى اختطفها النخاسون من بلاد القوفاز، وكان ابنة أحد رجال الدين، ولإحساسها بمكانتها وثقتها فى جمالها لم ترض بالحياة كجارية، ولذا كان لا بد من استخدام قدراتها الإغرائية وخفة روحها للسيطرة على سليمان القانونى الطاعن فى السن، لتجعله يهيم بها، ويتزوجها.
ويذكر الكتاب أنه بعدما تقدم السلطان العثمانى الراحل فى سن ترك قيادة الجيش لابنه مصطفى، وهو من زوجة أخرى، وهو ما يعنى أنه فى المستقبل سوف يصبح السلطان ويعصف بطموحاتها التى لم يكن لها حدود ودفعها إلى التفكير فى إبعاده.
رأت روكسلانة أن إفساد العلاقة بين السلطان وزجته أم ولى العهد، يمكن أن يكون نقطة الإنطلاق لمكيدها وارتكزت فى ذلك على تشويه ما يحب السلطان والاعتداء على هيبته وهى أمور تتجاوز الخطوط الحمراء.
وكانت خطتها التحرش بغريمتها بالأيدى وتحدث بها بعض الإصابات والخدوش، وبالفعل افتعلت مشكلة مع زوجة السلطان وأخذت تعتدى عليها بالفاظ نابية أخرجت السلطانة من هدوئها لتبلغ ثورتها واشتبكت معها لكنها ظلت تستخدم لسانها فقط وهو السلاح الذى لم تستطع مجاراتها فيه فاستخدمت يدها، واستغلت "روكسلانة"، ذلك وخرجت إلى السلطان وهى فى هذه الحالة ووجهه به خدوش وكدمات، لتنجح فى خطتها وتبعد الأمير مصطفى عن العاصمة.
وكانت المرحلة الثانية هى إقصاء رجال السلطان ومعهم غريمتها ثم تؤتى برجالها، وكانت البداية عزل الصدر الأعظم زوج شقيقة السلطان ثم اغتياله، بعد ذلك تقرب رستم باشا ليكون عونا لها، وحتى تضمن سيطرتها عليه زوجته "محرمه" إحدى بناتها الجميلات ليكون مؤهلا بعد ذلك لمنصب الصدر الأعظم.
وجاءت المرحلة الثالثة بالمكيدة وهى إقناع السلطان بأن ابنه مصطفى يطالب بتنحيته بسبب كبره فى السن وعدم قيادته الجيش وخوض المعارك، واستطاعت أن تقنعه بخديعتها وملأت قلبه بالضغينة لابنه وولى عهده فقتله بفتوى زائفة من شيخ الإسلام أبى السعود.
وانفجرت بعد ذلك شرارة الحرب الأهلية بعدما رفض الانكشارية حكم سليم وانقسمت البلاد بين سليم ومؤيدى أخيه أبى اليزيد وماتت روكسلانة قبل أن تتحقق أهدافها، ورغم موتها لم تكن مكائدها قد بطل مفعولها، فالنار كانت لا تزال متأججة فى قلب السلطان العجوز، الذى جهز جيش وفاء لذكراها، ورغم شيخوخته قام بمحاربة ابنه أبى اليزيد وهزمه عام 1559، وذبحه هو وأولاده وولى ابنه سليم عرش البلاد ليحقق أمل روكسلانة.