فى يوم 14 سبتمبر من عام 786 ميلادية تولى هارون الرشيد الخلافة العباسية وذلك بعد مقتل أخيه الهادى.
وهارون هو ابن محمد المهدى، يعود نسبه إلى عبد لله بن عباس،وُلد الرشيد فى الرى عام 765م ونشأ فى دار الخلافة فى مدينة بغداد، وقد بويع للخلافة عليها فى عام 786م بعد وفاة أخيه، وأصبحت بغداد خلال حكمه مركزاً تجارياً وحضارياً كبيراً، وتوسعت علاقاتها مع الدول الأوروبية، وقد شهد عصره العديد من الثورات التى قضى عليها مثل ثورة الخرمية، وثورة البربر، وثورة الوليد بن طريف الشارى الشيبانى وثروان بن يوسف.
كان الرشيد قوى البنية، مثقفاً، وحسن الخلق، وفطناً، وهذا ما دفع والده المهدى إلى ترشيحه ليكون خليفةً له بعد أخيه الهادى، وبدأ بإعداده لذلك، حيث ولّاه ليكون أمير الصائفة، واستطاع الرشيد عبور حدود الامبراطورية البيزنطية وفتح بعض حصونها، ثم ولاه والده على المغرب لكنه لم يُغادر بغداد بل أرسل والياً ينوب عنه فى المغرب، وفى عام 165 هجرية عُيّن الرشيد قائداً للجيش، فغزا البيزنطيين وفتح أراضيهم.
بعد وفاة المهدى عام 876م أرسل الرشيد إلى أخيه بطبرستان مراسم الولاية من خاتم الخلافة، والقضيب، والبردة، والتعزية، والتهنئة، وأصبح الرشيد ولى العهد بمُقتضى ما وصّى به أبيه المهدي، إلا أنّ الهادى فكّر فى خلع أخيه وتنصيب ابنه جعفر ولياً للعهد، واستمرّت الخلافات والمُنازعات إلى أن مات الهادى
استلم هارون الرشيد الخلافة فى اليوم نفسه الذى توفى فيه أخوه الهادى الموافق 14 سبتمبر من عام 786م، وكان عمره آنذاك 22 سنة، وبمبايعته بلغت الخلافة الإسلامية أوجها ومكانتها المهمة، وبدأ عصر مزدهر فى تاريخ الدولة العباسية.