على مدار التاريخ، وجدت العديد من الحقائق والقصص المنسوبة لوقائع وشخصيات تاريخية، تم تداولها على أنها حقيقة مسلم بها ولا تخضع للنقاش، لكن بالتدقيق وجد أوجه مختلفة لتلك الشخصيات والوقائع التاريخية، وبدلا من نظرات التبجيل التى كان ينظر بها إلى هؤلاء أصبحت نظرة عدائية أخرى متواجدة فى أعين الكثيرين.
وفى التقارير التالى نسلط الضوء على 5 وقائع وشخصيات تم النظر إليهم على أنهم رمز للتضحية والتنوير، ومنها:
العصر الذهبى رمز عدم المساواة
وعلى مدى عقود، تم استخدام المصطلح على نطاق واسع فى جميع أنحاء هولندا لوصف العصر الذى كانت فيه البلاد قوة اقتصادية وعسكرية رائدة، خلال تلك الفترة، أنتجت أيضًا بعضًا من أكثر الأعمال الفنية شهرة فى العالم من قبل شخصيات مثل رامبرانت وفيرمير وفرانس هالس، ومع ذلك يزعم المتحف الآن أن هذه العبارة تتغاضى بشكل خاطئ عن الحقائق السلبية فى ذلك الوقت.
وبحسب موقع "art.net news" قال توم فان دير مولن، أمين المتحف، فى بيان: "يحتل العصر الذهبى الغربى مكانًا مهمًا فى التأريخ المرتبط بقوة بالفخر الوطنى، لكن الارتباطات الإيجابية بمصطلح مثل الازدهار والسلام والرفاهية والبراءة لا تغطى تهمة الواقع التاريخى فى هذه الفترة، ويتجاهل المصطلح الجوانب السلبية العديدة للقرن السابع عشر، مثل الفقر والحرب والسخرة والاتجار بالبشر".
هتلر لا يكره اليهود
زعم مؤرخ أن جد هتلر كان يهوديًا بعد أن قام المتعاطفون مع النازية بإلغاء أصله الحقيقى من السجلات العامة، حيث قدم الدكتور ليونارد ساكس أدلة على أن جدة هتلر، التى رفضت الكشف عن هوية عشيقها، حملت فى طفلها الوحيد (والد هتلر) من شخص يهودى يعيش فى جراتس، النمسا، وذلك عبر دراسة نشرها فى مجلة الدراسات الأوروبية.
بحسب ما نشرته جريدة "ديلى ميل" البريطانية، كان أول من كشف أصول الفوهرر الألمانى السابق اليهودية، هو هانز فرانك، المحامى الشخصى لهتلر، والذى كشف عن أدلة فى عام 1930 على أن جد الزعيم النازى عاش فى المنزل الذى عملت فيه جدته.
أصبح أصل هتلر موضع تساؤل عندما نشر المعارضون شائعات بأن جده كان يهوديًا، وفى عام 1931، أمر هتلر حزبه السياسى بالتحقيق فى الشائعات المزعومة التى لم تجد دليلًا على وجود صلات يهودية به، ثم أمر هتلر عالم الأنساب رودولف كوبنشتاين بنشر شجرة عائلة مفصلة عن أسلافه فى عام 1937 والتى أظهرت أن أسلافه كانوا جميعهم من الألمان النمساويين.
نظرًا لأن يوهان جورج هيدلر تم إضفاء الشرعية عليه كأبيه البيولوجى حيث قام الكاهن بتغيير صفة "غير شرعى" فى شهادة الميلاد إلى اسمه فى عام 1876، فقد كان هذا دليلًا موثقًا على أصل هتلر.
غاندى عنصريا
وكان كتاب صدر تحت عنوان "الروح العظيمة: مهاتما فى الهندية" تأليف جوزيف ليليفيلد رئيس تحرير نيويورك تايمز سابقاً، حيث زعم الكتاب أن غاندى كان يحمل أفكاراً عنصرية تجاه السود فى جنوب أفريقيا، حيث نقل كلمة على لسان الزعيم الهندى، أثناء وجوده فى جنوب أفريقيا، قال فيها: "نتفهم عدم تصنيفنا مع البيض، لكن وضعنا فى المرتبة نفسها مع السكان الأصليين، هذا أمر لا يطاق، فهم غير متحضرين بطبعهم".
فى عام 2015، صدر كتاب بعنوان "غاندى الجنوب أفريقى: حامل نقالة الإمبراطورية" تأليف الأكاديميين آشوين ديساى وغلام فاهيد، أكد أن غاندى أثناء وجوده فى حنوب أفريقيا، كان شغله الأكبر هو الدفاع عن حقوق الهنود، ولم يهمه حقوق السود من سكان البلد الأصليين، حيث قال: "المشكلة ستستمر طالما يختلط الهنود بالأفارقة فى المستشفيات دون تمييز"، متهما المهاتما الهندى بأنه تعاون مع المستعمر البريطانى لتعزيز نظام الفصل العنصرى.
وبحسب ما ذكرته موقع " Broadly" الأمريكى، فإن غاندى كان يستخدم كلمة "كافر"، عند وصفه السود، فى إهانة صريحة لمواطنى جنوب أفريقيا الأصليين، والحط من قدرتهم، مشيرا إلى الزعيم الهندى كان يصف أيضا السود هناك بـ"الهمج"، بل وطالب بضرورة طرد السود من هناك، وأن يعم الجنس الهندى البلاد السمراء.
لينكولن يكره السود
تذكر عدد من التقارير الرئيس الأمريكى إبراهام لينكلون، حرر العبيد لهدف تجارى، فهناك من يرى أن تحرير العبيد كان من أجل جلب أيدٍ عاملة رخيصة للصناعة فى الشمال.
وكان عنصريا، لم يكن مؤمنا بالمساواة بين البيض والسود وهو ما قاله علنا فى مناظرة انتخابية فى عام 1858 ضد ستيفن دوجلاس، كما أنه قال فى عام 1852 إنه يريد إرسال السود إلى ليبيريا فى أفريقيا.
ثانيا: قاتل الهنود.. فى عام 1862 بعد صدامات بين البيض والهنود الحمر تدخل الجيش الأمريكى وأخضع قبائل الداكوتا بالقوة، وقبض على ألف من المحاربين، وحكم على 303 منهم بالإعدام، وأُعدم 38 منهم بقرار بإمضاء لينكولن نفسه، وسجّل يوم الإعدام 26 ديسمبر أكبر عدد من الإعدامات على مدار التاريخ الأمريكى، وطُرد هنود الداكوتا من أراضى أجدادهم فى مينيسوتا إلى نبراسكا وداكوتا الجنوبية.
ابن رشد رجعى
فى الوقت الذى يرى فيه الأكاديمى المصرى مراد وهبة أن «فكر ابن رشد هو المطلوب حالياً وعلينا تغيير الثقافة بداية كى نصبح قوة عظمى"، خرجت العديد من الدراسات الحديثة التى تناقش تلك الفكرة، وتكسر الصورة النمطية للفيلسوف المسلم، بل تعتبره مماثلا للإمام أبى حامد الغزالى، وليس نقيضه.
وتستند الدراسة والآراء القائلة بضرورة الخروج من عباءة ابن رشد على عدد من كتابات أبى الوليد ابن رشد نفسه، خاصة كتابيه "مناهج الأدلة" و"فصل المقال"، مشيرة إلى حملها تمييزا من فقيه قرطبة لأهل البرهان، وسلطة لأهل الفلاسفة دون غيرهم، وحول هذه الآراء استطلعنا آراء بعض أساتذة الفلسفة بالجامعات المصرية، والباحثين المتخصصين فى دراسات ابن رشد العلمية.