قال الشاعر اللبنانى الكبير شربل داغر، إن هناك إهداءً كتبه فى مجموعته الشعرية الأولى إلى نفسه بألا يصبح شاعرا، والبعض اعتبرها عبارة لهو، لكنه كان يقصدها، وللعلم فإنه لم ينشر هذه المجموعة إلا بإلحاح من محمود درويش الذى تكفل بحملها إلى بيروت وطبعها هناك.
وأضاف "داغر" فى اللقاء المقام حاليا فى المجلس الأعلى للثقافة، كنت أتبرم مما كنت أقرأ من الشعر الحديث فى سن الجامعة وكنت أعتبر موقفى فيه من الشيطنة الشبابية التى ليس لديها وعى كامل، وكنت لا أقرأ الكثير، مشيرا إلى أنه أثناء وجوده فى باريس قال بأن الثقافة فى بيروت كانت خفيفة، لأنه كان مشغولا بالسياسة والغرام وتلك "الهيصة" الشعرية التى كانت تفور فى بيروت لكن لم يكن لديه وعى تمام بما يكتبه.
ولفت شربل داغر، إلى أنه فى مجموعاته الشعرية الجديدة، قرأ شعره القديم، ووجد أنه كان محرضا بشكل غامض بالنسبة له ولا يزال، مشددا على أنه كان من الممكن جدا ألا يكون شاعرا.
وتابع "شربل" أن مجموعته الثانية صدرت بعد عشرين سنة من الأولى أى أن منجزه الشعرى أتمه فى 18 سنة فقط، مشيرا إلى أنه زاد نهمه بالشعر فى الكبر، ولولا القوى الغامضة بداخله لما كتب هذا.
ولفت شربل داغر إلى أنه عندما قرأ شعر أنسى الحاج شعر بالنفور، لكنه كان يؤمن بدوره الثقافى، كما أنه يشعر من قصيدة النثر بأنها مليئة بالإرث العروضى، وهو إرث دينى أحيانًا، وهو إرثا عربى هائل.
وأتم شربل داغر، أنه يكتب ما يناسبه وأنه عندما يكتب القصيدة يدخلها بغير ما يخرج منها، لافتا أنه يعتذر عن العديد من الندوات التى يطلبون فيها أن يلقى الشعر كون شعره ينفصل عن الشفهية ولا يقرأ من وراء منبر، وأن هناك سعى لتوسيع تجربته فى الشعر، محاولا أن تكون قصيدته أكثر قربا للناس منه.