تصدر حديثا طبعتان جديدتان لكتابى الشاعر السورى الكبير أدونيس (سياسة الشعر) و(كلام البدايات)، عن دار نشر دار التكوين.
كتاب سياسة الشعر صدرت طبعته الأولى عام 1996 ويذهب إلى أن المسألة، فى الكتابة الشعرية، لم تعد مسألة وزن وقافية، حصراً، بل أصبحت تضعنا، تبعاً لذلك، أمام إمكان الكتابة الشعرية، فى أفق آخر غير الأفق الموزون المقفى، وهو إمكان يتيح لنا أن نعدل التحديد الموروث للشعر، وأن نضيف إليه، وأن نؤسس مفهومات أخرى للشعر.
ويقول أدونيس "فى ظنى أن المعنى الأعمق والأغنى فى الثورة الشعرية العربية الجديدة إنما يكمن هنا، لا فى مجرد تعديل النسق الوزنى والقافية، كما تواضع أكثر النقاد المعاصرين على قوله وتكراره".
أما كتاب كلام البدايات فقد صدرت طبعته الأولى فى عام 1989 وفيه يقول أدونيس "على الرغم من الفترة الزمنية التى تفصلنا الآن عن الشعر الجاهلى (حوالى عشرين قرناً) وعلى الرغم من التغيير الذى طرأ على الحياة الاجتماعية والثقافية، وعلى الرغم من الإبداعات الشعرية الكبيرة التى تحققت، وبخاصة فى العصر العباسي، وعلى الرغم من التشكيك بصحة الشعر الجاهلي، أو القول بانتحال بعضه، على الأقل، وعلى الرغم من كل هذا كل لا يزال الشعر الجاهلى لدى العرب أصلاً ونموذجاً".
ويتابع أدونيس "إن فى هذا ما يؤكد الضرورة التى تدعو إلى الطرح من جديد الأسئلة الأساسية الأولى فى ما يتصل بالشعر الجاهلى أولاً، وفى ما يتصل ثانياً بالعلاقة بيننا وبينه ضمن هذه المناخات يأتى نقاش أدونيس، فى كلام البدايات حول الشعر الجاهلى، متخذاً من جملة تساؤلات ساحة فكرية قابلة للتمادى والتوغل أكثر من حقول مطارحاته لهذا الموضوع".