الشعر العربى حافل بقصص الحب، منها الحقيقى ومنها ما دون ذلك، وكان الشعراء قديما يذكرون أسماء حبيباتهم، فقد يكون الاسم بسيطا وقد يكون دون ذلك، وقد أحب الشاعر الكبير ذو الرمة امرأة اسمها "خرقاء".
والخرقاء هى التى لا تُحسن عملًا لكرامتها على أهلها، لكن كتب اللغة ترى أنها الحمقاء وهى مؤنّث الأخرق والخرقاء من الأرض الواسعة تتخرّق فيها الرياح، والخرقاء من الرياح التى لا تدوم على جهتها فى هبوبها، والخرقاء من الغنم التى فى أذنها ثقب واسع مستدير.
يقول ذو الرمّة فى مجلس لبنى طهيَّة منشدا:
كأنّــى مـن هوى خرقَـاء مُطرّفٌ/ داهــى الأظلّ بعيـدُ الشَّأْوِ مَهْيُومُ/
وذو الرمة شاعر قالت عنه والدته "اسمعوا شعره ولا تنظروا إلى وجهه"، فقد كان قصيراً، قبيح المنظر، رغم حلاوة لسانه، عاش فى الفترة من 77 إلى 117 هجرية، وقضى حياته ينشد أشعار الغزل دون أن يظفر بمحبوبته، واسمه الحقيقى غيلان بن عقبة العدوى، ويعتبر من شعراء العصر الأموي؛ ولقب ذو الرمة بهذا الاسم، نسبة إلى قطعة الحبل التى تعنى الرمة.
ولم يعمر ذو الرمة طويلا إذ إنه مات فى الأربعين من عمره تقريبا، واختلف فى مكان وفاته حيث قيل فى البادية وقيل فى أصفهان، وحيث كان مولده قبلها بالدهناء من بادية اليمامة.