ينظم متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان "تونا الجبل: الماضى والحاضر والمستقبل - أحدث الاكتشافات الأثرية"، وذلك يوم الأحد، 22 سبتمبر الحالى، فى تمام الساعة الواحدة ظهرًا، بمكتبة الإسكندرية، قاعة الحياة في العالم الآخر.
تأتى المحاضرة بمشاركة الدكتور أحمد بدران، الأستاذ بكلية الآثار٬ جامعة القاهرة، وتتناول تاريخ منطقة تونا الجبل، وأهميتها كجبانة للدفن فى المنيا ومصر الوسطى٬ وأهم المزارات الأثرية والسياحية فى هذه المنطقة، مثل: مقبرة بادى أوزير ( بتوزيرس)، ومقبرة ايزادورا، والساقية الرومانية، وسراديب الطيور والحيوانات المقدسة، والجبانة الآدمية لكهنة جحوتى، إضافة إلى لوحة إخناتون الحدودية.
كذلك تلقى المحاضرة الضوء على أعمال الحفائر والتنقيب التى تمت فى تونا الجبل من خلال البعثات التى قامت بالعمل فى المنطقة من عام 1931 إلى 1952 على يد ﺍلدكتور سامى جبرة، ﺍلأستاذ بجامعة ﺍلقاﻫرة، بالإضافة إلى الكشف الأثرى الكبير الذى قامت به جامعة القاهرة فى المنطقة عام 2017.
وتقع قرية تونة الجبل غرب مدينة ملوى بمحافظة المنيا وغرب مدينة الآشمونين بحوالى عشرة كيلومترات تقريبا، وعرفت فى زمن الفراعنة بـ(تاونس) بالعصر الفرعونى ثم (تاحنت) أيام الرومان ومعنى الاسمين "البركة".
نالت المنطقة شهرتها الأثرية العالمية منذ ثلاثينيات القرن العشرين، عندما نجحت بعثة أثرية لقسم الآثار بكلية الآداب فى جامعة القاهرة، وهو القسم الذى تحول لكلية الآثار فيما بعد، فى اكتشاف آثار بها تعود لحقبة ما قبل ميلاد السيد المسيح.
من أهم المعالم الأثرية الموجودة بالمدينة مقبرة بيتوزيرس ويرجع تاريخ المقبرة لعام 300 قبل الميلاد وكان صاحبها بيتوزيرس يشغل وظيفة كبير كهنة الإله تحوت ويشبه هذا القبر فى مظهره الخارجى دور العبادة المصرية التى بنيت فى العهد البطلمى، وتميز هذه المقبرة بتداخل الفنين الهيلينى والمصرى خاصة فى المقصورة الأمامية، حيث رسمت مظاهر الحية اليومية والصناعات، أما الحجرة الثانية فقد نقشت به رسوم أغلب الآله المصرية القديمة، وكان بالمقبرة تابوت بيتوزيرس الذى نقل إلى المتحف المصرى كأحد المقتنيات المهمة به وهى مقبرة أسرية حيث خصصت له ولوالده ولأخيه.
كما يوجد بها مقبرة ازادورا وهذه المقبرة من عصر الإمبراطور هاديريان وهى لفتاة يونانية كانت تسكن الضفة الغربية للنيل، وكان والدها حاكم الإقليم، عشقت ضابط مصرى تعرفت عليه فى حفل عرس فى مدينة الأشمونين، ودارت بينهما أجمل وأروع قصة حب عرفها التاريخ القديم، فلم عرف والدها منعها عن حبيبها فقررت الانتحار دون علم حبيبها.
كما توجد جبانة دفن الإله تحوت، وهى ممتدة تحت الأرض لمسافة كبيرة وكانت مخصصة لدفن الآله تحوت (القرد والطائر أبو منجل) إله الحكمة والمعرفة وقد أنشئ فى أحد السراديب متحفا يضم بعض المقتنيات التى وجدت فى هذه السراديب الممتدة منها بعض قرده البابون المحنطة وطائر أبو منجل المحنط.
والساقية الرومانية ترجع إلى العصر الرومانى وقد بنيت من الطوب الصلب الأحمر لتطهير الطائر المقدس أيبس أو القرد ولها سلالم تؤدى إلى أسفل ويبلغ عمقها حوالى 200 قدم.