رسامة روسية، تميزت باستخدام أقلام التلوين المائية بتميز، واستطاعت أن تنقل من خلال أعمالها العواطف والاشراق، وهى الفنانة زينايدا سيريبرياكوفا، التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 1967م.
زينايدا التى ولدت فى يوم 10 ديسمبر 1884م، وسط أسرة تتميز بإبداعها الفنى، فكان جدها مهندسا مشهورا، وترأس جمعية المهندسين المعماريين وعضو فى الأكاديمية الروسية للعلوم، ووالدها يفغيني نيكولايفيتش كان نحاتا مرموقا، وكان خالها الرسام ألكسندر بينويس مؤسس حركة عالم الفن، التى جمعت فنانين روس متأثرين بالفن الأوروبى، أما والدتها فكانت تميل للرسم.
جو العائلة ساعد زينايدا سيريبرياكوفا على تنمية موهبتها الإبداعية، حيث التحقت بمدرسة الفنون التى أسستها الأميرة تينيشيفا، ثم فى أكاديمية دو لا جراند شومير بباريس.
رغم صغر سن زينايدا سيريبرياكوفا، إلا أنه استطاعت أن تظهر حبها للعالم وإظهار جماله، فرسمت الطبيعة الروسية، ومن خلال ذلك اثبتت أنها تمتلك موهبة غير عادية فى الفن.
فى عام 1910م بدأ الجمهور يتعرف على زينايدا سيريبرياكوفا، من خلال بورتوريه ذاتى الذى تم عرضه لأول مرة بمعرض كبير، ليعقبها لوحة عمل آخر وهو "فتاة تستحم" عام 1911م، ولوحة لوالدها ليفغيني نيكولايفيتش ولوحة لوالدتها يكاترينا عام 1912م.
كما رسمت زينايدا سيريبرياكوفا المرأة الريفية وكان ذلك عبر عملها "غسل الملابس عام 1917، وتم عرضها فى معرض تريتياكوف، والذى أظهر موهبتها الناضجة.
فى ظل تألقها اندلعت ثورة أكتوبر فى عام 1917، فتغيرت حياتها فجأة، حيث رحل زوجها، وأصبحت دون دخل، وهى مسئولة عن 4 أولاد ووالدتها المريضة، مما اضطرت أن تتخلى عن طريقة رسمها بالألوان، لترسم لوحاتها بأقل تكلفة كالفحم وقلم رصاص، وكانت بداية عملها لوحة مأساوية تحت عنوان "بيت من ورق"، تمثل أربعة أطفال يتامى.
وبعد ذلك عملت فى المتحف الأثرى خاركوف، حيث رسمت بقلم الرصاص معروضات المتحف، وفى عام 1924، اتجهت إلى باريس، بعد تكليفها بعمل لوحة جدارية زخرفية كبيرة، وظلت هناك، إلى أن حصلت على المواطنة الفرنسية عام 1947م، وتواصلت مع أسرتها فى الاتحاد السوفيتى، بعد 36 من الانفصال القسرى.
رحلت زينايدا سيريبرياكوفا عن عمر يناهز 82 عاما. ودفنت فى باريس في مقبرة روسية، ساهم أبنائها، الرسامة يكاتيرينا وألكسندر، في الحفاظ على تراث عائلة سيريبرياكوف.