تنظم مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف، معرض "علامات فارقة: آدم حنين"، الذى يفتتح يوم الأحد 22سبتمبر، ويستمر حتى 16 نوفمبر فى متحف الشارقة للفنون.
يسعى هذا المعرض الذى يحتضنه متحف الشارقة للفنون فى كل عام، إلى تسليط الضوء على أبرز فنانى ومبدعى المنطقة من الذين تركوا بصماتهم على المشهد الفنى فى الوطن العربى، وعرض الأعمال الفنية لأشهر رواد الفن، وتوفيرمنصة يستعرضون من خلالها إبداعاتهم.
وتحمل الدورة العاشرة من المعرض السنوى، الأعمال الفنية التى أبدعتها أنامل آدم حنين التى أنتجها منذ خمسينيات القرن الماضى وحتى يومنا هذا، و التى عمل من خلالها على استكشاف البنية الأساسية لجوهر الأشكال التى يتناولها، مستفيداً من إرثه الفرعونى، ومن الرؤى والخبرات المعاصرة.
وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمى، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: "لقد جاء اختيار الفنان والنحات آدم حنين تقديراً لثراء تجربته وإسهاماته البارزة فى إغناء واقع الفن العربى الراهن، وهو من التجارب التى استطاعت أن تحقق صيغة تجمع فى مكوّناتها بين إرثه الجمالى المحليى بنكهته الفرعونية والعربية، وبين المنجز الجمالى الإنسانى بوجه عام، من هنا حقق آدم حنين المعادلة البصرية التى كان يتطلع إليها أغلب جيله من النحاتين، واستطاع أيضاً أن يؤثر فى الجيل الذى تلاه.
وأضافت القاسمى، نأمل أن يعطي هذا المعرض تصوراً وافياً عن ملامح وتحولات تجربته الفنية، وأن يشكل إضافة لجمهور الفن المحلى.
ومن جانبها، قالت سعادة منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: تلتقى أهداف معرض علامات فارقة، مع أهداف الهيئة لتنمية ثقافة تقدير الفنون والإبداع لدى كافة أفراد المجتمع فى الإمارات.
وأضافت عطايا: تقدم الهيئة خلال الدورة العاشرة من المعرض، الفرصة لمتذوقى الفنون للاطلاع على بعض الأعمال الفنية البارزة للفنان المصرى المخضرم، آدم حنين، الذي ترجم من خلال فنه على مدار العقود الماضية، حبه وحنينه لوطنه الأم.
أما قيّمة المعرض الشيخة نورة المعلا فقالت: يرصد المعرض مسار تجربة تمتد نحو سبعين عاماً أنتج فيها حنين مجموعة ثرية من الأعمال النحتية والرسومات التى تشكل بحد ذاتها علامة فارقة فى تاريخ الفن العربى الحديث والمعاصر، وتعكس اشتغالاته الجمالية وأسلوبيته الخاصة التى اجترحها عبر بحثه وشغفه الدائم بتوسم الفرادة فى الشائع، والخصوصية في الموروث، والشمولية فى المحلى.
يعدّ حنين واحداً من رموز الفن العربي الحديث، الذين قدموا صياغة بصرية جديدة أغنت المشهد الفنى، وجمعت فى مكوناتها الفنية بين الموروث الجمالى والروح المعاصرة، وبين الهوية المحلية والبعد العالمى، حيث أنتج خلال مسيرته منحوتات استلهمت البيئة المصرية وامتازت بأسلوبها الواقعى إضافة إلى صياغاته البصرية المتفردة التى استندت إلى الفن الفرعونى وتجلت فى سلسلة من الأعمال التى تمثل حيوانات مختلفة مثل الطيور والقطط والخيول، كما اكتسبت تجربته ملامح جديدة بعد إقامته فى باريس وتفاعله مع أعمال النحاتين الحداثيين، حيث برز ميله نحو التجريد عبر موضوعات لها صلة بالسمو الروحى، وهو فى كل ما أنتج سعى إلى خلق لغة فنية لا تخاطب البصر وحده، بل تخاطب الوجدان والانفعالات.
فى الرسم، أعاد حنين إحياء تقنيات قديمة مثل الرسم على أوراق البردى بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربى، أو تقنية الرسم على الجص. كما أنجز فى العام 1960 رسوماً لتزيين كتاب صديقه الشاعر صلاح جاهين، واستخدم لذلك الحبر الهندى على الورق.
أسس حنين عام 1996 سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت، وهو ملتقى ومعرض سنوي يستضيف نحاتين من كافة أنحاء العالم لتجريب وإنتاج أعمال نحتية من الجرانيت المحلى، كما أنشأ متحفاً يضم أعماله، تم افتتاحه فى عام 2014، وأقامه على رحاب بيته في قرية الحرانية فى محافظة الجيزة.