تمر الذكرى اليوم الذكرى الـ1397، على وصول النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة مهاجرا من مكة المكرمة، بحسب التقويم الميلادى، إذ هاجر صلى الله عليه وسلم فى يوم 21 سبتمبر عام 622م.
ويقصد بالهجرة النبوية هجرة النبى محمد وأصحابه من مكة إلى يثرب والتى سميت بعد ذلك بالمدينة المنورة؛ بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى من زعماء قريش، خاصة بعد وفاة عمه أبى طالب، وكانت فى عام 1هـ الموافق لـ 622م، وتم اتخاذ الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجرى، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب.
هاجر النبى إلى المدينة بصحبة الصحابى الجليل أبى بكر الصديق، وجاء الإذن بالهجرة بعد أن اشتد البلاء على المسلمين، حيث بدأ الصحابة يخرجون إلى يثرب ويُخفون ذلك، فكان أول من قدِم إليها أبو سلمة بن عبد الأسد، ثم قدِم المسلمون فنزلوا على الأنصار فى دورهم فآووهم ونصروهم، ولم يبق بمكة منهم إلا النبى محمد وأبو بكر وعلى بن أبى طالب، أو محبوس، أو ضعيف عن الخروج.
وبحسب كتاب "تاريخ مكة المكرمة والدعوة الإسلامية فيها" للدكتور هاشم يحيى الملاح، فإن الدراسات أثبتت أن الوجود الإسلامى فى مكة استمر بعد الهجرة، وقد تمثل هذا الوجود فى جماعة المستضعفين من المسلمين، وقد كان الرسول شديد الاهتمام بأوضاعهم، والمتابعة لأخبارهم، وقد عمل على مساعدتهم، وتوجيههم، والاستقادة من طاقاتهم، ووجودهم فى داخل مكة لاضعاف مقاومة المشركين للدعوة.
وقد توصلت الأبحاث إلى أن قوة المسلمين المستضعفين فى مكة قد تنامت فى ظل ظروف العسف والاضطهاد، حتى وصلت عند صلح الحديبية إلى درجة مكنت هؤلاء المستضعفين من تحدى ظالميهم والهجرة من مكة على الرغم منهم، فرارا بدينهم.
أما فيما يخص آخر المهاجرين من مكة إلى المدينة، فيذكر الدكتور أحمد صلاح فى كتابه فى حب الصحابة"، أن بعد ثمان سنوات من الهجرة وبينما الرسول يسير بجيشه نحو مكة لفتحها، يشاء القدر أن يعزم العباس على الهجرة إلى المدينة، ليلتقى العباس بالجيش قبل أن يدخل مكة ويصبح العباس وابنه عبد الله آخر المهاجرين إلى المدينة.
وتؤكد عدد من المراجع أن العباس هاجر بأهله فى رمضان فى السنة الثامنة من الهجرة، وفى الطريق لقى النبى مع جيشه يريد فتح مكة بعد نقض قريش لصلح الحديبية، فواصل أهله الهجرة ورجع هو مع النبى.