تمر اليوم ذكرى رحيل السير والتر سكوت الذى عاش فى الفترة بين (15 أغسطس 1771 - 21 سبتمبر 1822)، وقد كان أكثر الكتاب شعبية فى زمانه وكان الجمهور يتهافت بحماس على رواياته بمجرد خروجها من المطبعة.
وقد قيل مرة أن كل ألمانى فى برلين كان يأوى إلى سريره وهو يقرأ قصة سكوت الشهيرة ويفرلى ويتناول قهوته الصباحية متصفحا روايته الأخرى روب روي. بفضل والتر سكوت دخلت الرواية التاريخية فى الأدب. كان يحب التنقيب فى زوايا التاريخ واقتنائه الكتب النادرة.
ولد السير والتر سكوت عام 1771 فى أدنبره عاصمة اسكتلندا وقبل أن يبلغ عامه الثانى أصابه داء الشلل وأفقده المقدرة على استعمال رجله اليمنى، بعد ذلك أرسله والداه إلى منزل جده، حيث كان يقضى معظم أوقاته فى نزهات بين أحضان الطبيعة فنمت مقدرته الجسدية وتغلب على عاهته متفاديا أى تأثير سىء لها عليه.
فى سن الثانية عشرة بدأ فى دراسة الكلاسيكيات فى جامعة إدنبرة وفى الحادية والعشرين أكمل سكوت دراسة المحاماة عن أبيه.
فى السادسة والعشرين تزوج سكوت من فتاة فرنسية تدعى شارلوت شاربنتيه وبعد ذلك بقليل بدأ ينشر أول أعماله الشعرية.
مع الوقت ازداد مدخول سكوت وراح يجد متسعا أكثر من الوقت الكتابة، عام 1814 وضع روايته الأولى ويفرلى وأتبعها بعد ذلك بقليل بعدد من الكتب كان أهمها "دروب روى وغى مانرينغ".
فى عام 1820 كتب أشهر رواياته على الإطلاق "ايفانهو" وقد اشتهر وعرف بفضل هذه الرواية التاريخية الحديثة، وأطلق عليه أبو الرواية الحديثة، فى نفس العام منح سكوت لقب سير وعام 1822 حين زار الملك جورج الرابع اسكتلندا كان سكوت عضوا فى لجنة الاستقبال وحين تعرف إليه الملك أعجب به كثيرا وتبادل معه الأنخاب.
إضافة إلى الكتابة كان سكوت يشرف على شؤون أرضى يملكها على نهر التويد فى أبوتسفورد لكن نفقات أملاكه الواسعة كانت كثيرة وعام 1826 حين انهارت دار نشر يملك حصة كبيرة من أسهمها أصيب سكوت بالإفلاس، لذا عمل سكوت بقية حياته محاولا أن يفى ديونه الكثيرة فأنتج فى سنتين ستة كتب بينها كتاب حياة نابليون (كتاب) فى تسعة أجزاء، لكن المجهود المضنى والمتواصل الذى بذله كان يفوق طاقته على الاحتمال فساءت صحته بسرعة وتوفى فى منزله فى ابتسفورد فى منطقة مليروز عام 1832 عن عمر يناهز واحد وستين عاما!.