من الأحزان الكبرى فى التاريخ الإسلامى مقتل الإمام الحسين بن علي، حفيد النبى محمد عليه السلام، على يد بنى أمية، فى كربلاء أثناء خروجه تلبية لدعوات أهل الكوفة.
وعندما خرج الإمام الحسين من مكة قاصدا العراق، اعترض عدد من الصحابة على خروجه، وحاولوا منعه، لكن قضى الله أمرا كان مقضيا، وخرج الإمام إلى "مصيره".
ومن خلال كتب التراث ومنها "كتاب الطبرى، والكامل لابن الأثير) نرصد عددا من أراء الصحابة الكرام فى "الخروج".
محمد ابن الحنفية:
لما بلغ محمد بن الحنفية عزم أخيه الحسين على الخروج إلى الكوفة قدم عليه وقال: يا أخى أنت أحب الناس إلى وأعزهم على، ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم أبعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فإن بايعوا لك حمدنا الله على ذلك، وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك، ويذهب به مروءتك ولا فضلك، إنى أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتى جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك، وأخرى عليك فيقتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وأما، أضيعها دما وأذلها أهلا.
عبد الله ابن عباس:
لما بلغه خبر عزم الحسين على الخروج ذهب إليه وقال له: يا ابن عم أنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبين لى ما أنت صانع؟ قال: قد أجمعت المسير فى أحد يومى هذين إن شاء الله تعالى، فقال له ابن عباس: إن كان عدوك بعد ما قتلوا أميرهم ونفوا عدوهم وضبطوا بلادهم فسر إليهم، وإن كان أميرهم حى وهو مقيم عليهم، قاهر لهم وعماله تجبى بلادهم فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال، ولا آمن عليك أن يستفزوا عليك الناس ويقلبوا قلوبهم عليك، فيكون الذى دعوك أشد الناس عليك.
عبد الله بن عمر
لما علم عبد الله ابن عمر بخروج الحسين لحقه على مسيرة ليلتين فقال: أين تريد؟ قال: العراق، قال: لا تأتهم، قال الحسين: هذه كتبهم وبيعتهم.
قال ابن عمر: إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله عنكم إلا للذى هو خير لكم، فارجعوا.