تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذى ولد فى 23 سبتمبر من عام 1923، وصار أشهر كاتب مصرى فى تاريخ الصحافة.
وزخرت حياة هيكل بالمقابلات المهمة منها حواره مع أينشتاين فى عام 1952، والذى نشرته مجلة آخر ساعة، وضمنه الراحل فى كتابه "زيارة جديدة للتاريخ" الذى صدر عن دار الشروق.
وعن هذا الحوار قال هيكل: "بين كل الذين أتيحت لى فرصة مقابلتهم يظل (ألبرت آينشتين) عالم الطبيعيات الأكبر، وصاحب نظرية النسبية، التى فتحت آفاق الكون أمام عقل وعين الإنسان، رجلا أتمنى لو كان فى استطاعتى أن أسترجع الأيام والأقدار وأٌقابله مرة أخرى،إن مثل هذا الشعور يراودنى فى حالة كثيرين ممن عرفت، لكنه فى حالة (ألبرت أينشتاين) بالذات أكثر ظهورا وأقرب إلى البال".
وأضاف: "هناك بالطبع سبب واضح وهو أن (أينشتاين) كان ولا يزال أكبر "نجم" فى سماء العلم فى القرن العشرين الذى أثبت فعلا أنه "قرن العلم"، لكن هذا السبب الواضح فى ظنى ليس وحده، أو ليس وحيدًا، ولابد أن تكون بعده أسباب أخرى تفسر ذلك الشعور لدى إزاء (أينشتاين) ما هى بالضبط هذه الأسباب؟ربما كان بينها أننى لم أستوعب الرجل بالقدر الكافى قبل لقائى معه فى 12 ديسمبر 1952، وإنما حدث ذلك بعد مقابلتى له فعلا".
وتابع: "عندما استوعبته فقد اكتشفت أننى لم أسأله فيما كان يمكن أن أسأله فيه كله، ولم أسمع منه ما كان يمكن أن أسمعه كله، وربما كان من بينها أن تطورات الحوادث بعد لقائى معه لم تسمح لى بفرصة عرض صورة وافية لحديثنا، فقد وجدت فى أوراقى ثمانى عشرة صفحة سجلتها بخط يدى، عن لقائى به، فى القطار العائد بى من "برنستون" حيث قابلته إلى نيويورك، ثم استغربت أن ما نشرته من هذا الحديث فى حينه لم يزد على ثلاثة أرباع صفحة فى مجلة "آخر ساعة" التى كنت أرأس تحريرها فى ذلك الوقت".
وقال:"ربما لأننى كنت على شبه موعد نلتقى فيه من جديد أو على الأقل نظل على اتصل بشكل أو آخر، ولم أفعل لأن بعض الظروف شغلتنى بأحداث أخرى، ثم إن بعض الظروف ألزمتنى بقيود معينة حددت مجال الحركة حتى الاتصال،وربما وربما، وكلها الآن من باب التمنى، فقد ذهب الصوت ولم يعد باقيا غير الصدى، وليس فى مقدورى إلا أن امد السمع إليه الآن من بعيد".