صدرت طبعة باللغة الصربية من رواية "حكايات يوسف تادرس" للكاتب عادل عصمت، وكانت الرواية بطبعتها العربية الصادرة عن دار الكتب خان، قد فازت بجائزة نجيب محفوظ 2016 والتى تمنحها الجامعة الأمريكية، بينما صدرت الطبعة الإنجليزية عام 2018.
وتحكى الرواية عن يوسف تادرس الذى يقطع رحلة طويلة، ابتداء من مشاوير توزيع كوبونات التبرع لجمعية الكتاب المقدس، برفقة أمه، رحلة طويلة يقطعها يوسف تادرس من أجل تجسيد النور ومن أجل التخلص من أسطورة الذات، نور يتوهج على العشب وعلى الأرصفة، نور مثل حرير سائل، يتعلق به يوسف تادرس، يراه تجسيدًا لحنينه، لون حياة يرغبها. من هذه اللمسة البسيطة يبدأ رحلته، لكى يصل إلى فهم مختلف لحياته ويتعرف على أن الفن لا يأتى من محاكاة شكل الكائنات، بل من محاكاة عمليات الخلق فى الطبيعة.
وفى الرواية يحكى يوسف تادرس عن الأحلام المكسورة، وعن الخوف الذى سكنه منذ أن حكت له أمه المتدينة عن خلاصها بالألم، وتقربها للرب حبا وعن ألم مجيئه، ومنذ رأى أباه ساقطا تحت سيطرة الخوف من الفقد، وشاهد أخته الكبرى تسرق حقه فى وضح النهار، هذا الخوف سيطر على يوسف، ولم يترك له سبيلا للخلاص سوى الرسم، حتى إنه عندما لم يحب ملامحه رسم وجهه 99 مرة، وفى كل واحدة كان مختلفا.
فى النهاية يتصالح يوسف مع نفسه، ليس بتحقيق أحلامه، لكن بعدم تخليه عنها وبمعرفة قانون الحياة ومنطقها، سيعتاد الفقد ويحلم بالبعث، ويعرف أن الحياة تسير وأن القدرة على الاستمرار فيها بحثا عن الضوء يتطلب مراقبة جيدة للروح، وأن الإنسان ليس له وجه واحد، لكن ملامحه تكون حسب فيض الروح، وأن رؤيته للجمادات تتحرك من حوله ليس جنونا، وأن "جانيت" هى الوحيدة القادرة على تحمله.كتب عادل عصمت روايته، ليس ليدين أحدا أو يبرئه، لكن لنكتشف جميعا مواطن النور فى أرواحنا المأزومة.