نقلت وزارة الآثار، فى إطار خطة الدولة لإبراز حضارة مصر الفريدة للعالم، أجزاء أحد مسلات الملك رمسيس الثانى من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية إلى القاهرة، يوم 29 أغسطس الماضى، وذلك تمهيدًا لإقامتها وعرضها بميدان التحرير، أحد أشهر الميادين فى مصر والعالم، وسط سيناريو عرض وتصميمات جديدة لتجميل الميدان، وبدورنا نوضح خلال التقرير التالى آخر تطورات نقل المسلة.
قال وزير الآثار إنه فى الوقت الحالى يتم ترميم مسلة رمسيس الثانى المقرر وضعها فى ميدان التحرير، حيث سيتم تركيب وتثبيت قاعدتها أولا ثم وضع المسلة بعد ذلك، موضحا أنه لم يتم ترميم المسلة فى محيط ميدان التحرير لعدم تعطيل المرور، فى المنطقة.
وأكد وزير الآثار أنه لا يوجد خطورة على وضع مسلة رمسيس الثانى بميدان التحرير، ولن نسمح بوضع طوبة واحدة فى أى ميدان يوجد عليها خطورة، فنحن حراس الحضارة المصرية القديمة، ولا يمكن أن نعرضها للخطر.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات سابقة، أن عملية النقل تمت وسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية فى إطار خطة الحكومة لتطوير ميدان التحرير واهتمامها بإظهاره فى أبهى صورة ليكون مزارا جديدًا ضمن المزارات الأثرية والسياحية فى مدينة القاهرة، وسوف تخضع أجزاء المسلة إلى أعمال الترميم والتجميع على يد فريق عمل من مرممين وزارة الآثار بالقاهرة، تمهيدا لإقامتها لتزين ميدان التحرير.
وأشار محمد الصعيدى مدير المكتب العلمى للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أن المسلة بمنطقة صان الحجر الأثرية كانت مقسمة إلى 8 أجزاء، منها الجزء العلوى على شكل "بن بن" (هرم)، حيث سيبلغ ارتفاعها مكتملة بعد تجميعها لأول مرة إلى نحو 17 مترا ويصل وزنها إلى نحو 90 طنا، وهى منحوتة من حجر الجرانيت الوردى وتتميز بجمال نقوشها التى تصور الملك رمسيس الثانى واقفا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة للملك.
جدير بالذكر أن وزارة الآثار انتهت فى سبتمبر الماضى من أعمال المرحلة الأولى من مشروع تطوير منطقة صان الحجر الأثرية، حيث قامت بترميم وتجميع وإقامة مسلتين وعامودين وتمثالين بمعبد رمسيس الثانى وترميم ورفع بعض الأجزاء الأثرية الملقاة على الأرض منذ اكتشافها على مصاطب لحمايتها، كما بدأت ايضا بالتمويل الذاتى أعمال المرحلة الثانية لترميم وتجميع وإقامة عدد آخر من المسلات والتماثيل والأعمدة بمنطقة صان الحجر الاثرية، والتى تعتبر احد أهم المواقع الأثرية بالدلتا ومحافظة الشرقية.
ومنذ بضعة أشهر تم إطلاق مشروع التعاون المصرى الفرنسى لرفع كفاءة الخدمات بالمنطقة، حيث استطاعت فرنسا توفير مبلغ كبير لتمويل مشروع التطوير الذي سيشمل اقامة مركز للزوار بالمنطقة لتقديم الإرشادات والتسهيلات للزائرين، بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية بالموقع وإنشاء صفحات إلكترونية تتيح المزيد من المعلومات والصور الأرشيفية لتاريخ اكتشاف المنطقة.