لماذا أنشأ القدماء "مدينة الإنكا القديمة" فى بيرو الحالية، فى منطقة يتعذر الوصول إليها فى أمريكا الجنوبية؟ يقول الباحثون إنهم ربما وجدوا الإجابة، وهى وجود كسر فى صخور القشرة الأرضية.
فى عرض تقديمى إلى الجمعية الجيولوجية الأمريكية، قدم العالم البرازيلى روالدو منيجات صور أقمار صناعية جديدة وقياسات ميدانية مأخوذة من أربع بعثات استكملت على مدى 11 عامًا، أكبر الأجزاء الجاهزة من بحثه هى دليل على وجود شبكة من العيوب تحت الموقع الأثرى الشهير.
مدينة "ماتشو بيتشو" أو القلعة الضائعة تعنى كلمة ماتشو بيتشو باللغة الإنكية "قمة الجبل القديمة"، بنيت من قبل شعب الإنكا فى القرن الخامس عشر، وتقع فى كوزكو فى البيرو بين جبلين من سلسلة جبال الأنديز على ارتفاع 2340 متر فوق سطح البحر، وعلى كلا جانبيها هاوية سحيقة يبلغ ارتفاعها حوالى 600 متر، قامت منظمة اليونسكو بتصنيف هذه المدينة فى قائمة التراث العالمى عام 1983، وهى إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة.
وبحسب الدراسة فإن وجود فواصل بين الصخور الكبيرة فى قشرة الأرض، والتى تتفاوت فى الطول من بضعة ملليمترات فقط إلى آلاف الأميال، سهل على شعب الإنكا نقل الصخور الكبيرة بشكل طبيعى قبل تكسيرها.
وأوضحت الدراسة أن التكسير الشديد، يجعل الصخور أكثر تعرض للكسر والضعف، الأمر الذى قلل إلى حد كبير من الطاقة اللازمة لنحتهم، وفقًا لمينجات،إضافة إلى ذلك فإن الكتل تأخذ أشكالًا نموذجية مثل المثلثات والسداسى والرومبوهدرا، هذه الأشكال تتناسب هندسيا على فسيفساء الجدار للمبانى".
كان الإنكا من كبار عمال الأحجار، وتظهر الصور "مبنى خالٍ من الملاط"، حيث تتناسب الأحجار مع بعضها مثل قطع الألغاز المثالية، كما ساعدت الكسور الأساسية أيضًا فى توفير المياه فى بيئة جبال الألب النائية، حيث يمكن إيصال الجليد الذائب ومياه الأمطار مباشرة إلى الموقع عبر الاستراحات بين الأحجار الضخمة.
والإنكا إمبراطورية قديمة بنتها شعوب من الهنود الحمر فى منطقة أمريكا الجنوبية، وكانت أكبر الإمبراطوريات فى أمريكا الجنوبية فى العصر قبل الكولومبي، وهى ذات حضارة ضاربة فى القدم وتشمل أرض الأنكا بوليفيا والبيرو والإكوادور وجزءاً من تشيلى والأرجنتين قاموا ببناء عاصمتهم كسكو وهى مدينة مترفة ومليئة بالمعابد والقصور تقع على ارتفاع 11000 قدم فوق مستوى سطح البحر فى جبال الأنديز وقد أطلق عليها اسم مدينة الشمس المقدسة، تبلغ مساحتها 990000 كيلومتر مربع.
