يعد مشروب القهوة، أحد أشهر المشروبات الساخنة، التى يرتبط بها العديد فى مختلف بلاد العالم، بل ويقال إنها أحد أكثر السلع تداولاً فى العالم.
وللقهوة شعبية كبيرة فى الأوساط المصرية، وأوجد لها المصريين الكثير من "التحويجات" والطرق المختلفة لعملها ومواد كثيرة للإضافة عليها، حتى أصبحت من الأشياء الضرورية فى حياتهم.
ويحتفى العديد من دول العالم ومنها مصر فى مثل هذا اليوم 29 سبتمبر باليوم العالمى للقهوة، كما وافقت عليه المنظمة الدولية للقهوة، وتم إطلاقه فى ميلان لأول مرة، وقد استغل هذا اليوم أيضاً للتشجيع على التجارة العادلة للقهوة و زيادة الوعى حول مشاكل مزارعى البن.
ويذكر الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطانى فى كتابه "ملامح القاهرة فى ألف سنة" أن القهوة التى استمد من اسمها أماكن الجلوس العامة "المقاهى" لم تدخل مصر إلا فى القرن السادس عشر الميلادى، وقيل أن أول من اهتدى إليها هو أبو بكر بن عبدالله المعروف بـ العيدروس، حيث كان يمر فى سياحته بشجر البن فاقتات من ثمره حين رأه متروكا مع كثرته، فوجد فيه تجفيفا للدماغ واجتلابا للسهر، وتنشيطا للعبادة، فاتخذه طعاما، وشرابا، وأرشد أتباعه إليه، ثم وصل إلى مصر سنة 905 هـ، وهكذا أدخل الصوفية شراب القهوى إلى مصر، لكن الناس اختلفوا حول هذا المشروب الجديد، هل هو حرام أم حلال؟.
ويذكر "الغيطانى" أن البعض حرم القهوة لما رأوه فيها من الضرر، وخالفهم آخرون ومنهم المتصوفة عام 1037هـ، حيث زار القاهرة الرحالة المغربى أبو بكر العياشى ووصف مجالس شرب القهوة فى البيوت، وفى الأماكن المخصصة لها، مشددا على أن فى مطلع القرن العاشر الهجرى حسمت مشكلة تحريم القهوة أو تحليلها، وانتشرت فى القاهرة الأماكن التى تقدمها، وأطلق عليها المقاهى.
ويذكر الكتاب الكبير سلامة موسى فى كتابه "حرية الفكر وأبطالها في التاريخ"، إن الأخبار قد وردت بمصر أوائل القرن العاشر الهجرى، بأنه قد شاع فى اليمن شراب يقال له القهوة، تستعمله المشايخ الصوفية وغيرها للاستعانة به على السهر فى الأفكار التى يعملونها، ويذكر أيضا أن ظهورها وانتشارها كان على يد أبى عبد الله المعروف بالذبحانى.
وأكد "موسى" أن ابن عبد الغفار ذكر أن أول ظهور للقهوة فى مصر كان فى حارة الجامع الأزهر فى العشر الأول من القرن العاشر الهجرى، وكانت تشرب فى نفس الجامع رواق اليمن.