صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة العدد الجديد من مجلة "الثقافة الجديدة"، أكتوبر 2019، والعدد يحتوى مجموعة من الملفات المهمة، يأتى على رأسها ملف "نصر أكتوبر بين الذاكرة الإبداعية والذكريات الشفاهية"، بالإضافة إلى ملفات إبداعية وقصصية، فضلا عن الأبواب الثابتة.
تبدأ المجلة بافتتاحية الشاعر مسعود شومان وكتب فى الافتتاحية مقالا بعنوان: "فضاءات المعركة وأسئلة شائكة حول الأدب" جاء فيه: "كلما أظلتنا شجرة انتصارنا العظيم فى أكتوبر 1973 يتجدد فى ذهنى السؤال: هل استطاع الكتاب والشعراء أن يكتبوا الحرب؟ وهل نستطيع القول بيقين إن لدينا ما يمكن أن نطلق عليه أدب الحرب؟ وهل هذا الاصطلاح يرتبط بحرب بعينها فى أزمنتنا المعاصرة؟ أم يمكن أن ينسحب على الحروب القديمة؟ وهل استطعنا تحرير هذا المصطلح؟".
وفى باب "قراءات نقدية" يكتب الدكتور رضا عطية عن "الشاعر الضدى وصياغة التمرد من خلال رؤى العالم"، ودنيا نبيل تنقب فى "تعدد الأصوات داخل النص السردى"، ومختار عيسى يبحث عن "التصوير الشعرى فى مواجهة حصار الزمان والمكان" والدكتور شعيب يتناول "إيديولوجيا الشخصية الإطار"، ومحمد محمد مستجاب يكتب مقالا عن محمد حافظ رجب بعنوان "فن القص بين المشهد السينمائى والتصوير السوريالي"، والدكتور رمضان بسطاويسى محمد يتناول "السرد القصصى ومفارقة اكتشاف الآخر" وحسام حسين يدرس "مسافات مقطوعة بين الإبهام والغموض" وسحر النحاس تكتب عن "فتنة التفاصيل وجماليات المكان بين الشخصيات والمواقف الحكائية".
فى هذا الباب يأتى الإبداع متنوعا بين الشعر والقصة، حيث نطالع قصائد لعدد من الشعراء: "التى بدت كأنها"، سعيد الوكيل، "حدث بالفعل"، مصطفى زيكو، "الوعد"، عزت عبد الحميد، "اتنين ماشيين"، حسان البربرى، "قصيدتان"، عبد الوهاب الشيخ، "قصاقيص الكلام"، عامر شحاته، "أحلام شاقة"، أنطونيوس نبيل، "قطعة كفن تمسح الحنين"، محمد عبد الحميد توفيق، "على ضفة الانتظار"، نور الدين نادر زكى، "مدافع نافارون"، نبيل الهوارى، "أنا شاعر البحر الصغير"، عبد الناصر الجوهرى. كما يحتفى العدد بمجموعة من القصص هي: "بووتكس"، محمد أبو الدهب، "هروب"، محمد صالح رجب، "مجرد حلم"، تغريد النجار، "اسمها"، ياسر جمعة، "براويز"، ياسر الجدى، "أنا وأختى"، وائل الأسمنتى، "أقاصيص"، محمد عبد القادر التونى، "الاجتماع الأول"، جلال الصياد، "قصص قصيرة جدا"، أيمن عبد السميع حسن، "أنا البيضة"، إيمان سعيد حسن، "لحظات منسية"، مدحت شنن.
واحتفاء بذكرى مرور 46 عاما على نصر الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973، أعدت المجلة ملفًا خاصًّا بعنوان "حكايات النصر" تستعيد أبطالها من المبدعين وفيه يكتب د. السيد نجم " ليلة من ألف وخمسمائة ليلة"، ويحلق محمود عرفات عبر شهادته "المشى ببطء وسط أشجار النيران"، بينما يعود أحمد محمد عبده إلى أجواء المعركة لكتب "خارج من النصر يكتب عن الهزيمة"، ويقف على حليمة على الجبهة ليرينا "مشهد من كبريت"، أما د. أحمد نوار فيستعيد لحظات الحسم عبر تسجيل "رحلة من حرب الاستنزاف إلى العبور"، ونتسمع إلى أصداء أحمد ماضى حين يسرد "حكاية مكتوبة بدماء القلوب"، ويتذكر رجب سعد السيد تفاصيل المعركة والانتصار عبر شهادته "أسلحة تلمع فى وجه الشمس"، أما د. عادل النادى فيأخذنا إلى أجواء المعركة حين ننزل معه إلى "حفرة برميلية للاختباء"، ويختتم الملف إبراهيم حمزة الذى يكتب عن "الكولاج الروائى فى الرقص على طبول مصرية" للكاتب فؤاد حجازي.
أما باب "الصوت واللون والحرية" فيأتى حافلا بالترجمة والمواجهات؛ ففى الشاطىء الآخر نقرأ رواية القمع الذكورى فى الهند/ ترجمة: د. عادل ضرغام. وتأتى المواجهة مع عبد العزيز موافى: بعنوان" البعض يصنع مجده الشخصى على جثة "أدب الحرب" وحاوره د. جمال العسكرى، وفى باب الحفر باللون يكتب د. السيد رشاد برى "عاطف طلبة يتمرد على عرش النسيج مقتحما عالم التصوير"، ويكمل باب من فات قديمه ملف الاحتفاء بأكتوبر لنقرأ "الشعر البدوى السيناوى وانتصارات الوطن" لحاتم عبد الهادى، وفى دقات المسرح يكتب د. محمد زعيمة "عن الانتصار لجماليات الأداء التمثيلى ومسرح الصورة، ويعرض باب رحيق الكتابة لكتاب "النهار الآتى "مغزى التوقيت وخطورة الأثر!" للدكتور محمد عليم، ويختتم العدد بباب عطر الأحباب الذى نقرأ فيه: أسامة الناصورى وفلسفة اقتناص الحياة من صميم الألم لحمدى أبو جليل.
جدير بالذكر أن العدد يحتفى بلوحات الفنان الكبير وفيق المنذر الذى تمتاز أعماله بتعاملها مع تقنية الجرانيوليت تلك المادة التى يعد أول من أدخلها فى الأعمال الفنية التشكيلية؛ فصار أهم رواد هذا الفن، وارتبط هذا النوع من التشكيل باسمه، وقد صور من خلاله الملامح المصرية بتفاصيلها مطوعًا مادته ومشكلًا خطوطه اللونية التى تتجلى عبر البنى الهندسية.
يذكر أن المجلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض، ويرأس تحريرها الشاعر والباحث مسعود شومان ويدير تحريرها الشاعر محمود خير الله وسكرتير التحرير الناقد مصطفى القزاز والمشرف الفنى الفنان إسلام الشيخ.