نظم المركز القومى لثقافة الطفل، "منتدى ثقافة الطفل" الثانى، بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور مجموعة كبيرة من كتابى ورسامى كتب ومجلات الأطفال والمهتمين بثقافة الطفل والباحثين بالمركز.
وجاءت الندوة بعنوان "إشكالية رسوم كتب الأطفال"، وشارك فى المناقشة الفنان عبد الرحمن نور الدين، والفنان أحمد عبد النعيم، والفنانة رشا منير، والفنان محسن عبد الحفيظ، والفنان أحمد الجناينى، والفنان عبد الرحمن بكر، وأدار الندوة الكاتب محمد ناصف رئيس المركز.
وأكدت المناقشة على وجود إشكالية فى رسوم كتب الأطفال تبدأ من حيث اعتبار الرسم يهدف لتوضيح النص الأدبى، أو اعتباره إبداع فنى موازى للنص، أو كما تطرق بيكاسو فى أواخر أعماله إلى أن الرسم للطفل يمكن أن يكون بروح وطريقة الطفل كما أوضح الجناينى، كما أن هناك إشكالية فى مساحة الرسوم للنص المكتوب، ومدى توافق الرسم للمرحلة العمرية للطفل كما أشار عبد الرحمن نور الدين، بالإضافة للإشكالية الحديثة التى أصبحت تتمثل فى صراع الرسوم اليدوية والرسم بالكمبيوتر والتى أبرزها محسن عبد الحفيظ منفتحا بتجربته على دور النشر الأمريكية، وهنا برز تحدى جديد كما أشارت الفنانة رشا منير حول دور الطفل فى تلقى هذه الرسوم وتقييمها.
كما أضاف أحمد عبد النعيم إشكالية تعامل دور النشر مع قصص الأطفال والكتاب والرسامين، وهنا سجل الفنان عبد الرحمن نور الدين اعتراضه باسم فنانى رسوم الأطفال فى التفرقة التى تحدث فى عقود بعض الجهات الحكومية كالهيئة العامة للكتاب والتى تشير فى البند السابع إلى أن الكاتب مسئول مسئولية كاملة عن الكتاب متضمنا الرسوم، وهو ما يعد تقليلا من دور الرسام الذى لا يوجد له عقد كما يحدث مع الكاتب، وتصبح مسئولية الرسوم تقع على عاتق الأديب وليس الفنان.
واختتم عبد الرحمن بكر، بمشكلات لا تخلو من الطرافة باعتباره فنان كاريكاتير ومن خلال تجربته التى امتدت لثلاثين عاما مع دور النشر التى ينصب كل اهتمامها على اللحاق بمعرض الكتاب دون التركيز على جودة المنتج والألوان.
وأشاد الكاتب محمد ناصف، بأربعة من الكتب المصرية التى اختارتها الأمم المتحدة ضمن قائمة أفضل كتب للأطفال فى التنمية المستدامة ومنها كتاب "ليلة النار" لرائد أدب الطفل يعقوب الشارونى ورسوم سمر صلاح الدين، "أنا وجدتى" للكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول ورسم الفنان حلمى التونى، "فاقد الحب يعطيه" للكاتبة رانية حسين أمين ورسوم دار البلسم، "الحقيبة العجيبة" للكاتبة أميمة عز الدين ورسوم تينا مخلوف.
وعقب الكاتب يعقوب الشارونى عن سر وصول الكتب للعالمية وهو وجود جوهر الإنسان ومكنوناته كاتبا أو رساما داخل الكتاب.
وفي ختام الندوة والتى امتدت لثلاث ساعات لخص السيناريست وليد كمال مقرر المنتدى أهم التوصيات والتي تمثلت فى ضرورة وجود مشرف فنى فى دور النشر الخاصة والجهات الحكومية يقوم بمهمة الإخراج الفني ويتأكد أن الرسام الذى سيقدم إبداعا موازيا للنص لديه المهارة اللازمة لنوعية القصة الأدبية، التنويه للجهات الحكومية بضرورة وجود عقد خاص للفنان تقديرا لدوره كما يحدث مع الكاتب، ضرورة وضع آلية لنشر ورسوم الكتب تخدم ثقافة الطفل وتنعكس بدورها على المجتمع والوطن ككل، وأن يشارك الأطفال في تقييم ما يقدم لهم أدبيا وفنيا للاستفادة من هذا التقييم فى تطوير المحتوى والرسوم فيما يقدم للطفل.