أين تسكن الآلهة؟.. أساطير وديانات تحدثت عن بيوتها

الحضارات القديمة كانت حقيقة لا يمكن إنكارها، فآثارها تدل عليها، هذه الآثار تكشف لنا قدرا كبيرا من طريقة التفكير التى كانت سائدة فى تلك العهود القديمة، والتى تحولت إلى أساطير تحكى عن التكوين الأول والخلق وصراعات الآلهة، التى كانت تستريح بعد كل صراع، لذا كانت لها بيوت معروفة يقصدونها.. فأين تسكن الآلهة؟ وفى بحثتا نعتمد على كتب المفكر العربى الكبير فراس سواح خاصة كتابه "مغامرة العقل الأولى". الحضارة السومرية.. بيت "أنكى" فى أعماق البحار تذهب الأسطورة السومرية إلى أنه بعد الانتهاء من عناء الخلق، يخلد الإله "أنكى" للراحة والسكينة، ويشرع فى بناء بيت له فى الأعماق المائية. وتحدثنا الأسطورة عن بناء بيت الرب، الذى يبدو هنا إلها للأعماق بشكل عام، أكثر منه إلها للمياه العذبة، فالأسطورة ترسم "أنكى" فى صورة تذكرنا بالإله بوسيدون إله البحار عند الإغريق، أو نبتون عند الرومان، تقول الأسطورة: بعد أن تفرقت مياه التكوين. وعمت البركة أقطار السماء وغطى الزرع والعشب وجه الأرض. أنكى، إله الغمر، أنكى، الملك أنكى، الرب الذى يقرر المصائر بنى بيته من فضة ولازورد. فضة ولازورد كأنها النور الخاطف حيث استقر هناك فى الأعماق. وبعد أن انتهى "أنكى" من بناء بيته، كان لابد له، ككل الآلهة العظام، من مدينة أيضا، فرفع من أعماق البحر مدينة "أريدو" وغطاها شجرا وخضرا وتباتا، وملأ مياهها سمكا. ثم قرر السفر إلى أبيه "أنليل" ليحصل على بركته. ويقول "فراس سواح" فى كتابه "يبدو أن بناء البيت للآلهة هو أمر ضرورى بعد ارتفاع شأنه وعلو مقامه، وبعد البيت يأتى بناء مدينة الآلهة أيضا. فهذا مردوخ إله بابل، يبنى له الآلهة بيتا يناطح برجه المدرج عنان السماء، بعد انتهائه من فعل الخلق. وحول الهيكل المقدس يبنى الآلهة أيضا مدينة بابل، وها هو "بعل" إله سوريا، يطالب ببناء بيت له بعد أن تغلب على المياه الأولى ممثلة بالإله "يم" وعلى قوى الشر والقحط الممثلة بالإله "موت" فيكون له ما أراد. ويذهب فراس سواح إلى أن "إله اليهود" قلد ذلك فطالب ببناء بيت له بعد أن تعب من التجوال فى خيمة بنى إسرائيل، فنقرأ فى سفر صموئيل الثانى من العهد القديم 7: 3 و"فى تلك الليلة كان كلام الرب إلى ناثان قائلا. اذهب وقل لعبدى داود، هكذا قال الرب، أنت تبنى لى بيتا لسكناى. لأننى لم أسكن فى بيت منذ أصعدت بنى إسرائيل من مصر، بل كنت أسير فى خيمة". الأسطورة البابلية.. "أيا" يذبح "أبسو" ويبنى فوقه بيتا بينما تقول الأسطورة البابلية حسبما يقدمها "فراس سواح" تعليقا على ملحمة "فاينوما إيليش" التى تعنى "عندما فى الأعالى". عندما فى الأعالى لم يكن هناك سماء، وفى الأسفل لم يكن هناك أرض. لم يكن فى الوجود سوى المياه الأولى ممثلة فى ثلاثة آلهة (أبسو وتعامة وممو)، فأبسو هو الماء العذب، وتعامة زوجته كانت الماء المالح، أما ممو، فيعتقد البعض بأنه الأمواج المتلاطمة الناشئة عن المياه الأولى، ولكنى أؤيد الرأى القائل بأنه الضباب المنتشر فوق تلك المياه والناشئ عنها. هذه الكتلة المائية الأولى كانت تملأ الكون وهى العماء الأول الذى انبثقت منه فيما بعد بقية الآلهة والموجودات، وكان آلهتها الثلاثة تعيش فى حالة سرمدية من السكون والصمت المطلق، ممتزجة ببعضها البعض فى حالة هيولية. لا تمايز فيها ولا تشكل. ثم أخذت هذه الآلهة بالتناسل فولد لأبسو وتعامة إلهان جديدان هما (لخمو ولخامو) وهذان بدورهما أنجبا (انشار وكيشار) اللذين فاقا أبويهما قوة ومنعة. وبعد سنوات مديدة ولد لأنشار وكيشار ابن "أسمياه" آنو وهو الذى صار فيما بعد إلها للسماء. وآنو بدوره أنجب "أيا" وهو إله الحكمة والفطنة، والذى عدا فيما بعد إله المياه العذبة الباطنبة. ولقد بلغ "أيا" حدا من القوة والهيبة، جعله يسود حتى على آبائه. وهكذا امتلأت أعماق الآلهة "تعامة" بالآلهة الجديدة، المليئة بالشباب والحيوية، والتى كانت فى فعالية دائمة وحركة دائبة، مما غير الحالة السابقة وأحدث وضعا جديدا، لم تألفه آلهة السكون البدئية، التى عكرت صفوها الحركة وأقلقت سكونها الأزلى. حاولت الآلهة البدئية السيطرة على الموقف واستيعاب نشاط الآلهة الجديدة ولكن عبثا، الأمر الذى دفعها إلى اللجوء لعنف، فقام أبسو بوضع خطة لإبادة النسل الجديد والعودة للنوم مرة أخرى. وباشر بتنفيذ خطته، رغم معارضة "تعامة" التى ما زالت تكن بعض عواطف الأمومة. لدى سماعهم بمخططات "أبسو" خاف الآلهة الشباب واضطربوا. ولم يخلصهم من حيرتهم سوى أشدهم وأعقلهم الإله "أيا" الذى ضرب حلقة سحرية حول رفاقه، تحميهم من بطش آبائهم، ثم صنع تعويذة سحرية ألقاها على "أبسو" الذى راح فى سبات عميق، وفيا هو نائم، قام "أيا" بنزع العمامة الملكية عن رأس "أبسو" ووضعها على رأسه رمزا لسلطانه الجديد. كما نزع عن "أبسو" أيضا اللقب الإلهى وأسبغه على نفسه. ثم ذبحه وبنى فوقه مسكنا لنفسه. الحضارة اليونانية العيش فى جبل أولمبوس تصور اليونانيون القدماء آلهتهم فى جبل أولمبوس فى صورة البشر ورسموهم وفقا لذاك التخيل شكلا وقواما وهم إن تميزوا بالقوة الخارقة والقوام البديع والجمال الرّائع فإنهم كانوا كالبشر يأكلون ويشربون وينامون ويحبون ويكرهون ويفرحون ويحزنون وتساورهم المشاعر نفسها التى تساور بنى البشر ويستبد بهم الغضب وتنهش قلوبهم الغيرة ويتزوجون وينجبون ويعقدون علاقات مشروعة وغير مشروعة ولكنّهم يتميّزون عن البشر بأنهم كانوا خالدين لا يهرمون ولا يذوقون طعم الموت. وكانت الأسرة الأولمبية تتألف من اثنى عشر إلهاً أهمّهم زيوس بوصفه رباً للآلهة والبشر وكان يشارك زيوس فى الأولمب إحوةٌ خمسة وأبناءٌ ستّة هم أبطال الأساطير التى ألهمت الفنانين والشعراء والأدباء والمهندسين أهمّ الأعمال منذ عشرات القرون وحتى يومنا هذا وهذا سردٌ لآلهة الأولمب الذين عبدهم اليونانيون ومن بعدهم الرومان ووظيفة كلّ إله منهم.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;